احتفالا بعيدها ال75 قدمت المخابرات العامة الفيلم الوثائقي »كلمة وطن« الذي عرض في السابعة مساء أول أمس علي عدد من القنوات الفضائية والتليفزيون المصري، وتناول الفيلم إنشاء جهاز المخابرات العامة عام 4591 أثناء تولي الرئيس جمال عبدالناصر الحكم مرورا بعدد من الإنجازات التاريخية في حماية أمن مصر، منها توجيهه لأول صفعة للموساد الإسرائيلي عندما تم القبض علي العميل الإسرائيلي (لافون) الذي كلف بتفجير بعض المنشآت الإنجليزية بمصر، لتأخير جلاء انجلترا عن مصر، وتم فضح المخطط الإسرائيلي. استعان الفيلم باللقطات الأرشيفية وبعضا من مشاهد أفلام ودراما الجاسوسية المصرية، تجنيد العميل المصري رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان ورقمه 313 والذي أمد جهاز المخابرات العامة المصرية بخرائط كاملة عن تحصينات خط بارليف، وعملية تجنيد أحمد الهوان الشهير بجمعة الشوان ودوره البارز في الحصول علي أفضل جهاز تنصت، كما أوضح الفيلم اهتمام الرئيس السادات بجهاز المخابرات العامة، حيث أصدر القانون رقم 001 وهو تعديل للقانون رقم 951 والذي ينص علي استقلالية جهاز المخابرات العامة، وتناول الفيلم أيضا دور الجهاز في حرب أكتوبر، حيث استطاع تحديد أماكن مخازن السلاح وأماكن الوحدات وأعداد أفرادها وأسماء ضباطها تمهيدا للحرب، كما استعرض الفيلم تاريخ المخابرات الطويل في كشف جواسيس الدول الأخري ومنهم ابراهيم شاهين وزوجته انشراح مرسي اللذان تعاونا مع الموساد الإسرائيلي لتقديم معلومات عن المجتمع المصري، ومحمد سيد صابر المهندس بهيئة الطاقة الذرية والذي قام بالاتفاق مع الموساد لتزويدهم بالمعلومات إلا ان المخابرات العامة استطاعت رصد مقابلاته مع أعضاء الموساد في هونج كونج وتم القبض عليه وغيرها من العمليات وصولا إلي القبض علي ايلان جرابيل الجاسوس الإسرائيلي داخل ميدان التحرير. الدور السري قدم الفيلم الضغوط التي تعرضت لها المخابرات العامة عقب الثورة حيث كشف عن الدور السري الذي لعبته المخابرات العامة في تأمين الغذاء والتأكد من وصوله إلي المواطن، وأيضا تأمين حدود الوطن من أي تدخل لعناصر معادية، ولم ينس الفيلم دور المخابرات العامة من القضية الفلسطينية حيث أشار إلي الدور الذي لعبته في الصفقة التبادلية بين جلعاد شاليط و0001 سجين فلسطيني، وأشار إلي دور المخابرات العامة المصريةفي عودة أكثر من 008 ألف عامل مصري إلي الأراضي المصرية من ليبيا عقب قيام الثورة الليبية. توقيت مهم يقول اللواء عادل شاهين وكيل المخابرات العامة الأسبق: جاء الفيلم في هذا التوقيت المهم في حياة مصر ليقدم جرعة تنويرية لأفراد الشعب المصري والشعوب العربية عن دور هذا الجهاز وما يلعبه ويقدمه من أجل الأمن المصري والعربي، فما يخبرنا به الفيلم ان المخابرات العامة تبدأ عملها من عقر دار الأعداء أي انها حائط الصد الذي يحمي الوطن من هجمات الأعداء، كما كشف الفيلم عن حقيقة مهمة وهي ان جهاز المخابرات العامة ليس ملكا لأحد بل ملكا لمصر ويعمل من أجل الوطن، فقد مر الجهاز بحكم الرؤساء عبدالناصر والسادات ومبارك ورحلوا جميعا وبقيت مصر وبقي هذا الجهاز مدافعا عن أرض الوطن. وأضاف كان التوقيت الذي عرض فيه الفيلم رائعا فنحن الآن في وقت الكل يتحدث فيه بسبب أو دون سبب بعلم أو دون علم وجاء هذا الفيلم ليوضح اختصاصات جهاز المخابرات العامة ويوضح بعض الحقائق التي شابها التشويه في الفترة الأخيرة. التطور التكنولوچي محمد مجاهد نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط قال الفيلم أراد أن يوضح بعض الحقائق ربما تكون غائبة عن البعض ومنها ان جهاز المخابرات العامة هو أحد المؤسسات المعنية بحماية الأمن المصري، وأن جميع العاملين بالجهاز من مختلف التخصصات الهندسة والعلوم والحاسب الآلي لأن مناحي عمل المخابرات متعددة، كما ان المواجهات بين أجهزة مخابرات الدول أصبحت تعتمد علي التطور التكنولوجي.. كما اشار الفيلم ولو بشكل سريع إلي المباريات التي جرت ومازالت بين المخابرات المصرية والإسرائيلية، كما يستعرض إنجازات المخابرات العامة في حروب 76 وأكتوبر واستمرار التصدي للأعمال الجاسوسية الإسرائيلية بعد الحرب. ويضيف: الوقت الذي قدم فيه الفيلم مقصود ليواجه الاتهامات التي أصابت الجهاز بأنه لم يكشف عن أحداث الشغب وبعض الأحداث التي صاحبت الثورة، وذلك بالاشارة إلي ان عمل المخابرات العامة الأول والأساسي هو وقف ما يأتي من الخارج وليس مكلفا بالشئون الداخلية بصورة كبيرة، وإنما هذا هو عمل أجهزة الأمن الداخلية كالشرطة وأمن الدولة، ورغم كل ما كشف عنه الفيلم من بطولات إلا أن أضعاف هذه البطولة لم يكشف عنها لسرية عمل هذا الجهاز.. كما أعتقد ان الصورة قد وضحت الآن من خلال هذا الفيلم لتبين صراحة عمل هذا الجهاز وما يؤخذ علي الفيلم انه لم يكشف عن قطاعات علمية كثيرة داخل المخابرات العامة. تضحيات وبطولات وقال الخبير الاستراتيجي حسام سويلم جاء الفيلم ليظهر التضحيات والبطولات التي قدمها جهاز المخابرات العامة بصفة خاصة وما قدمته القوات المسلحة بصفة عامة علي مدار تاريخها، لهذا الوطن الغالي، وتصديها لأعمال التخريب الخارجية وتتبعها داخل البلاد لكشفها وتقديمها للعدالة، ويشير الفيلم إلي ان جهاز المخابرات العامة يعمل في اطار القانون وتحت إشراف قضائي كامل. وأضاف ان الفيلم رائع ويقدم الحقائق للشعب المصري ويعرض بعضا من إنجازات وبطولات أحد أجهزة الدولة. ويقول أحمد الهوان نجل البطل المصري أحمد الهوان والمعروف بجمعة الشوان تابعت الفيلم بشغف فهو من أروع ما قدم حيث استعرض إنجازات المخابرات العامة وأسعدتني اللقطات التي أشارت إلي دور والدي في مساعدة جهاز المخابرات للكشف عن معلومات ساعدت القوات المصرية في حربها مع إسرائيل. وفكرة الفيلم جديدة ومبتكرة ونأمل أن يتم تكرارها حتي تكشف للشعب المصري عن بطولات وإنجازات المخابرات العامة.