انهم جنود ينتمون الي الفصيل الثالث من سرية »برافو« التابعة لفرقة المشاة الامريكية الثانية أو الذي يطلق عليه اليوم اللواء »سترايكر«. والكارثة -الفضيحة ان هؤلاء الجنود قاموا بتشكيل »فرقة الموت« -منهم هم انفسهم -لممارسة عمليات القتل للمدنيين الأفغان، وسبق لأحدهم ان مارس »هواية« القتل في العراق.. وجرائم القتل التي ترتكبها »فرقة الموت« تتم بطريقة عشوائية وبغرض التسلية والمتعة واللهو واللعب!! وهناك من يفسر هذه الجرائم بانها نتاج نزعة »سادية« لدي القتلة تجعلهم يتلذذون من تعذيب وقتل الآخرين. وكان يمكن ان تظل هذه الجرائم في طي الكتمان الي ما لا نهاية.. لولا ان أحد الجنود الذين ينتمون الي »فرقة الموت« تقدم بشكوي الي المحققين من تعرضه للضرب علي أيدي اعضاء في تلك الفرقة عقد ان اتهموه بانه يرتكب عمليات سرقة صغيرة!! ومن خلال هذه الواقعة بدأت تظهر خيوط المعلومات عن »فرقة الموت«. وكان لابد -عقب تلك الشكوي- من فتح باب تحقيقات في قاعدة »لويس ماكورد« في واشنطن قبل عقد محكمة عسكرية. وتجري هذه التحقيقات في جو من السرية بسبب تخوف القيادات العسكرية الامريكية من نشر التفاصيل المروعة حول تلك الجرائم التي تؤدي الي زيادة حدة مشاعر الاستياء في افغانستان من القوات الامريكية وحلفائها، خاصة بعد تزايد كبير في عدد الضحايا المدنيين في الحرب الجارية هناك.
تركز نشاط فرقة الموت في منطقة قندهار الأفغانية التي تخوض فيها القوات الامريكية وحلفاؤها معارك ضارية في الوقت الحاضر لطرد مقاتلي حركة طالبان من مواقعها هناك، ولذلك أصدر المحققون العسكريون الامريكيون أوامر بحظر نشر صور القتلي أو المعتقلين الأفغان حتي لا تلتهب مشاعر المواطنين من أهل البلاد و»لتجنب الاساءة الي سمعة القوات الامريكية في هذه المرحلة الدقيقة«. أما هذه الصور، فقدالتقطها القتلة انفسهم. وفي كل صورة نشاهد الضحية - القتيل الأفغاني- وإلي جانبه الجندي القاتل الذي يبدو كما لو كان يفاخر بجريمته، ويرفع كل جندي في كل صورة في يده رأس الميت الذي قتله بنفسه!! وقد يواجه قرار حظر نشر الصور تحديات من جانب رجال القانون. وتقول مصادر امريكية ان منع نشر الصور لا يقتصر علي صور القتلي بل يشمل صور المعتقلين مما يعني ان هناك جرائم اخري ارتكبت ضد المعتقلين. والمعروف ان مركز الاعتقال في قاعدة باجرام الامريكية في افغانستان شهد فظائع مروعة، حيث كان المحققون الامريكيون يضربون المعتقلين حتي الموت. وبعد مرور سنوات علي تلك الجرائم.. زعم القادة العسكريون الامريكيون انهم لم يكونوا يعرفون ما يجري هناك! وهذا ما يتكرر الآن.
جرائم »فرقة الموت« وقعت خلال الفترة بين شهري يناير ومايو هذا العام. والمتهمون حتي الآن 61 جنديا، ولكن التهم الموجهة الي بعضهم خفيفة، مثل عرقلة سير التحقيقات والاعتداء علي الجندي زميلهم الذي دق ناقوس الخطر حول النشاط الإجرامي لاعضاء فرقة الموت! الشخصية الرئيسية في هذه الفرقة هو الرقيب »كالڤن جيبس« يقول عنه زملاؤه »انه يحب ان يقتل الأشياء، انه تجسيد للشر«. ويقول أحد الجنود المتهمين، ويدعي آدم وينفيلد، انه لم ير في حياته رجلا يستطيع ان ينتقل فجأة من جو المرح والنكتة الي القتل الجنوني.. مثل كالڤن جيبس! كان هذا الرجل -جيبس- يحث زملاءه الجنود علي تقطيع أوصال القتلي، ونزع بعض الاعضاء من جثثهم، واستخراج عظامهم واعتبارها من الغنائم! كذلك كان »جيبس« يقطع الأصابع من جثث الضحايا ويحتفظ ببعضها ملفوفا بقماش داخل زجاجة مياه فارغة! وكان الرجل يريد ان يصنع عقدا للرقبة من الأصابع المقطوعة، ولذلك فانه يجمع منها ما يكفي لهذا الغرض!! ويقول مسئول في مشرحة عسكرية امريكية في افغانستان ان »كالڤن جيبس« سأله عما اذا كان بامكانه قطع اصبح لأفغاني ميت! وأراد المسئول ان يعرف السبب في هذا الطلب، فقال له جيبس بانه من الممتع العبث مع بعض الاشخاص ومداعبتهم، مثل وضع اصبع في علبة وارسالها اليهم!! كان اعضاء »فرقة الموت« يحتفظون بالأعضاء البشرية المبتورة لتكون بمثابة »تذكارات« أو لكي يهددوا بها الجنود الآخرين!! ويوجد »وشم« علي قدم »كالڤن جيبس« عبارة عن ست جماجم، منها ثلاث باللون الأحمر »عدد الذين قتلهم في العراق«، وثلاث باللون الأزرق »عدد الذين قتلهم في افغانستان، ويقال انهم اكثر من ذلك«! يقول الجندي »جيريمي مورلوك« - أحد اعضاء فرقة الموت - لمحقق عسكري ان »عملية اتخاذ القرار« في الفرقة كانت تجري علي النحو التالي: يقول الرقيب »يا أولاد.. ألا تريدون تشميع هذا الشخص وتحويله الي عجينة.. ام ماذا؟ وهذا يجيب عن التساؤل حول الكيفية التي يقع بها اختيار فرقة الموت لضحاياها. والاجابة هي: »المصادفة العشوائية فقط هي التي توقع الضحايا في شباك القتلة. أما طريقة التنفيذ، فانها بسيطة للغاية: يتم اصطياد مدني افغاني يقف الي جوار باب منزل، وتتم محاصرته، ويلقي أحد الجنود قنبلة يدوية لتفجيرها علي مسافة قريبة منه ثم يصدر الأمر بقتل هذا الافغاني. ويبدو المشهد كما لو كان قتل الرجل الأفغاني جاء ردا علي هجوم شنه علي الجنود بقنبلة يدوية!! وفي بعض الحالات، كانت توضع ذخائر بجوار الجثة التي قتل الجنود صاحبها لكي يسهل الادعاء بانه »انتحاري« كان يعتزم مهاجمه الجنود!! وتشير وثائق القضية الي ان المدعو كالفن جيبس كان يشعر براحة خاصة من عمليات بتر الأعضاء البشرية. وقد عثر المحققون معه علي اجزاء وكسور من عظام بشرية واسنان. بقي جانب مهم من نشاط فرقة الموت، وهو انها كانت تتعاطي المخدرات.. فتدخن الحشيش المخلوط بالافيون كل يوم!
اسئلة خطيرة تطرحها هذه القضية: اين كانت القيادات العسكرية الامريكية بينما يجري ارتكاب هذه الجرائم؟ ثم ان هذا المدعو »كالفن جيبس« خدم مرتين في افغانستان وفترة في العراق. ومن الواضح ان الرجل لم يتعرض لأي عقاب علي الجريمة التي ارتكبها في كركوك بالعراق عام 4002، وهي اطلاق النار علي سيارة نقل مدنيين عراقيين غير مسلحين وقتل اثنين من عائلة واحدة علاوة علي طفل صغير.. لم تجد القيادة ما يمنع من إعادة هذا الرقيب الي افغانستان لكي يواصل ارتكاب جرائمه. يقول »يوجين فيدل«، رئيس المعهد القومي للعدالة العسكرية في واشنطن.. كان الشعار الرئيسي للقوات الامريكية المحاربة في افغانستان هو »اضرب ودمر«! وقد طبقت »فرقة الموت« هذا الشعار علي المدنيين الأفغان. وهذه عينة من الجنود الذين ذهبوا الي افغانستان لمحاربة الارهاب والتطرف وتعميم الديمقراطية وحقوق الانسان»!!«.. الي اخر المزاعم والاكاذيب المعروفة!