جمال الغىطانى اليوم، من المفروض ان يتقدم عدد من الصحفيين بملفاتهم الي مجلس الشوري، شغل اماكن شاغرة في المؤسسات القومية، المجلس الذي لا صلة له بالصحافة علي المستوي العملي والواقعي، ولا يوجد في قياداته متخصص في هذه المهنة ذات الظروف الخاصة جدا، المجلس كيان شبه ميت انشأه الرئيس السادات ليكون عمله الوحيد السيطرة علي المؤسسات القومية لضمان الولاء من خلال تعيين رؤساء التحرير والملكية الاسمية، خلال فورة الثورة المصرية المختطفة الان طالب الثوار بتحرير الاعلام، اي عدم ملكية الدولة للصحف والتليفزيون، ولكن الوضع الذي يكرسه حزب الاخوان اشد مكرا والتفافا علي المهنة من الطريقة التي اتبعها النظام القديم، في الماضي كانت الامور واضحة جدا، ثمة قائمة تعلن في يوم معلوم تتضمن اسماء تم اختيارها بهدف محدد، ومن جهات متعددة تتبع الدولة، ورغم كل الملاحظات السلبية فقد كان هذا الوضع جزءا من نظام عام لم يكن ممكنا تغييره الا من خلال ثورة كاملة، ولكن الثورة المصرية هبت كشعلة سرعان ما انطفأت وانتهت الي جماعة الاخوان وهذا ما يطول شرحه، تعود الصحافة الي نقطة اسوأ مما كانت عليه، الهدف لم يتغير ولكن الاسلوب تعقد وأصبح أشد مكرا واستهانة بالصحافة، فهؤلاء الزملاء الذين يبدأ سعيهم اليوم بتقديم ملفات خدمتهم وما يستجيب لكل الشروط السبعة التي وضعتها لجنة المجلس والتي يرأسها مهندس، هؤلاء الزملاء لا يسعون الي ان يصبحوا محررين يبدأون السلم من اول درجة، لكنهم يتقدمون ليشغلوا منصب رؤساء تحرير أعرق الصحف العربية ومنها الأهرام والأخبار وسائر الصحف القومية، جهات عديدة تواطأت للوصول الي هذا اليوم الاسود في تاريخ المهنة، منها نقابة الصحفيين بقيادة النقيب المنتمي الي جماعة الاخوان والذي يقدم في سلوكه النقابي مصلحة الجماعة علي النقابة، والمحرك للموضوع كله حزب الحرية والعدالة الذي يقوم بأخونة الدولة خطوة خطوة، وهذا دور مجلس الشوري الذي ينتظر حكم القضاء بالحل يلحق بمجلس الشعب لذلك كانت العجلة في السيطرة علي الصحافة بهذه الطريقة المهينة، انه يوم مشين في تاريخ المهنة.