سىد حجازى لست صديقا للدكتور الجنزوري ولم اقابله في حياتي وان كنت من جيله.. ولكنها كلمة حق أحببت أن أعلنها ولست أدري وانا اكتب هل سيبقي الرجل أم سيمضي وقد سبق ان كتبت منذ شهور مهاجما مجلس الشعب واصفا إياه بالغباء لهجومه علي الرجل دون مبرر منطقي ودون سبب مفهوم اللهم إلا حب الظهور ومحاولة جذب كاميرات الصحفيين.. اليوم أقول إنها ستكون حلقة جديدة من مسلسل الغباء ان يتم التخلص من الرجل الذي اعتبره لأكثر من سبب آخر الرجال المحترمين علي هذه الأرض. بعد ثورة 52 يناير تعرضت البلاد لما يشبه الفوضي.. امتلأ التحرير بكل ألوان الطيف.. امتلأت الشوارع بالبلطجية والهاربين من السجون.. تزايدت معدلات الجريمة.. قبع رجال الأمن في مكاتبهم وأصبحوا يخافون من المجرمين.. انفلت المرور وأصبحت الغلبة مرهونة بحجم العضلات، كل فئة.. كل طائفة.. كل نقابة.. كل اتحاد أعلنوا الاعتصامات ونظموا المظاهرات، قطعوا الطرق.. جلسوا علي قضبان القطارات.. هجروا أماكن العمل.. توقفت المصانع »0051 مصنع«، تكون جيش جرار من البائعين الجائلين سريعي الحركة شديدي »البجاحة« وحولوا جميع ميادين العاصمة وأهم شوارعها إلي أسواق عشوائية.. أصبح رجل المرور يتواري من سائقي الميكروباص الذين أصبحت لغتهم هي »المطاوي« والخرطوش.. الطرق السريعة تحولت إلي فخاخ وأصبح الناجون من قطاع الطرق هم فقط من المحظوظين.. ظهرت علي السطح جرائم يرتعش لها ضمير الإنسانية، خطف المواطنين.. خطف الأطفال للمتاجرة بدمائهم.. تصاعدت الاعتصامات وتحولت إلي مواجهات شديدة العنف.. أحداث ماسبيرو، أحداث محمد محمود، أحداث مجلس الوزراء.. وغيرها في كل المحافظات كل ذلك عشناه وعاشه هذا الشعب الصابر.. وفي خضم هذه الأحداث وفي عنفوان هذه الفوضي.. تآكل الاحتياطي الدولاري.. وارتفع حجم الدين الداخلي.. واشرفت مصر علي حافة الإفلاس وبدأ الناس يتساءلون متي؟ عين المخلوع أحمد شفيق ولم يتحمل سوي أيام وهرب.. وجاء عصام شرف ولم يستطع مواجهة الأمر وهرب.. في مواجهة كل ذلك رفض الكثيرون تولي الأمر.. رجل واحد تقدم وبروح الفدائي.. وبخبرة السنين.. وبشجاعة أبناء مصر الأوفياء وبطاقات ضخمة من التحدي تصدي الرجل للمسئولية الجسيمة. جاء الجنزوري وتولي الأمور. وفي مواجهة هذه الضغوط التي تفوق طاقة البشر.. انطلق الرجل لانقاذ مصر من الهلاك.. لم ترتعش يده ولم يرتجف قلبه.. ولم يجبن عقله إزاء ما يحدث علي الساحة، لم يلتفت إلي أصحاب الحناجر ابطال المنصات ولم يرهبه عشاق الكاميرا في الشعب أو الشوري وانطلق الرجل يعمل بكل الطاقة بكل الصبر بكل الحكمة بكل التضحية.. تنهال المقالات وتفتح عليه كل الفضائيات أبواب الجحيم.. ويتباري المنظرون من كبار المتسلقين »ينجعصون« في كراسيهم وينهالون عليه بالنقد والتجريح.. كل ذلك والرجل يواصل الليل بالنهار ويعمل دون كلل لانقاذ بلاده من الانهيار وانقاذ شعبه من الجوع وانقاذ وطنه من الإفلاس. هرب الكثيرون مثل فئران السفينة المشرفة علي الغرق وبقي هو يصارع الموج العاتي في بحر تموج به مختلف العواصف والأنواء.. وبفضل الله وبفضل كفاحه ونضاله وعمله الصامت نجت مصر.. لم ينقذها صراخ المنصات ولم ينقذها هتاف النواب المبتدئين وصياحهم ولم ينقذها ادعاء البطولات الوهمية التي اعتبرت سحب الثقة من الرجل المحترم الوحيد علي الساحة انجازا وانتصارا.. وإنما انقذها رجل وهبها كل شئ.. حماها من الافلاس.. وبدأ وضعها علي الدرب السليم.. توقف تآكل الاحتياطي.. لم يجع الشعب.. لم تسقط مصر في الهاوية التي كانت مشرفة علي السقوط فيها وانجز الرجل في 051 يوما ما لم ينجزه نظام فاسد في 03 عاما.. تبددت الصيحات الجوفاء.. تبددت البطولات الوهمية.. سقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه الشوهاء.. وسلمت مصر علي يد رجل واحد تصدي للتحدي الأكبر وصمد واستحق بكل الجدارة وبكل الصدق أن اقول انه آخر الرجال المحترمين. ولله الأمر