في ذكري مرور أربعين عاما علي رحيل الزعيم جمال عبد الناصر لا زال الغائب الحاضر في أذهان وقلوب الأجيال التي عاصرت قيام ثورة يوليو والأجيال الجديدة التي لم تعشها واقعا.. وانما ارتبطت بمبادئها ومنجزاتها التي أعادت الكرامة والعزة لكل مصري بتحريرأراضينا من الأحتلال البريطاني وانتهاء عصر الملكية وقيام الجمهورية . ولأ ول مرة يحكم مصر حكاما مصريون بعد قرون من الحكم الأجنبي. وانعكس تأميم قناة السويس وبناء السد العالي وتشييد قاعدة صناعية وطنية علي تنامي الشعور الوطني بالعزة والأنتماء. أما التعليم المجاني فقد أتاح لأبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة ان يحققوا بجهدهم وتفوقهم أعظم الأنجازات العلمية والأدبية وكانت فترة الستينات من أغزر الفترات في الانتاج الادبي والمسرحي .فبرز العديد من ابناءمصر النابهين لم يكن ليتاح لهم فرصة تغيير حياتهم والارتقاء بأنفسهم وبوطنهم الا في زمن كان الحراك الأجتماعي فيه معتمدا علي الجهد والتعب لا علي الثروة أو المركز العائلي.. هذه الأوضاع غير العادلة تجعلنا نترحم علي ايام المجانية الحقيقية. ومع صدورقوانين الأصلاح الزراعي واعادة توزيع الأراضي الزراعية علي الفلاحين انتهت طبقة الاقطاعيين.. لكن الأقطاعيين الجدد عادوا في السنوات الأخيرة ليستولوا علي مساحات هائلة من الأراضي جنوا من ورائها المليارات .وكان لنجاح الثورة المصرية اثرا داعما ومشجعا لحركات التحرر الوطني في العالم الثالث حتي بعد هزيمتنا عام 1967 لم تنكسر مصر وسرعان ما أفاقت وأعادت بناء جيشهاوخاضت حرب الاستنزاف الباسلة ومن بعدها أحرزنا الأنتصار في حرب أكتوبروحررنا سيناءالغالية .لم يكن جمال عبد الناصر ملاكا بدون اخطاء ولكن كان زعيما أحب وطنه وشعبه وكانت له كاريزما الزعماء ورؤيتهم المستقبلية .وكما نترحم عليه في ذكراه الأربعين نسترشد بأفكاره للمستقبل.