الأحد 42 يونيو 2102 يوم فارق بلاشك في تاريخ مصر.. أخيراً أصبح لها رئيس منتخب بارادة شعبية عبر انتخابات شهد العالم كله بنزاهتها.. الآن د. محمد مرسي هو أول رئيس مدني لمصر ولهذا فإنه يستحق كل التقدير والاحترام. اختلافي مع جماعة الاخوان المسلمين لا يمنعني من تقديم التهنئة للدكتور محمد مرسي لأن ايماني العميق بالديمقراطية يحتم علي القبول برأي الأغلبية وكلمة الصندوق.. هذه هي قواعد اللعبة وأنا أتقبلها بصدر رحب وأقول للدكتور مرسي أنه من اليوم أنا معه بقلبي وعقلي أتابع مواقفه فإن أصاب لأبد أن أحييه وأشجعه وإن أخطأ لابد أن أقول له »لقد اخطأت« وهذا عهدي أمام الله والقراء. في أول خطاب وجهه د. مرسي للشعب عقب إعلان فوزه أول أمس استوقفتني عبارة بليغة قال فيها »أعينوني ما أقمت الحق والعدل فيكم.. وان لم أفعل لا طاعة لي عليكم«.. لو حكم د. مرسي بما جاء في هذه العبارة فعلاً فإنه سيحظي بالتأكيد بتأييد كل المصريين وليس ال 31 مليونا الذين انتخبوه فقط وهو رقم لابد أن يظل في ذاكرته وأمام عينيه لأنه يمثل 52٪ فقط من عدد الناخبين و52٪ أخري أيدوا منافسه الفريق أحمد شفيق وهناك 05٪ تقريبا لم يصوتوا لعدم رضاهم علي أي من المرشحين.. معني ذلك ضمنيا أن 57٪ من الناخبين لم يصوتوا للدكتور مرسي.. ولهذا فإن مسئوليته تجاههم ربما تكون أصعب من مسئوليته تجاه من أيدوه.. وهو مطالب الآن بالعمل علي كسب ثقة هذه النسبة وإثبات أنهم أخطأوا عندما لم ينتخبوه. أول خطوة في هذا الطريق هي بلاشك المصالحة الوطنية التي يجب أن يقودها د. مرسي والتي بدونها لا يمكن أن تتقدم مصر خطوة واحدة إلي الأمام.. بقدر ما ينجح د. مرسي في تحقيق هذه المصالحة وتوحيد جهود القوي السياسية نحو مصلحة مصر بقدر ما ينجح كرئيس.. وهو ما أتمناه وأدعو الله أن يوفقه اليه.