سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصحف البريطانية: الجارديان: فوز مرسى بالرئاسة إنجاز تاريخى.. روبرت فيسك: مرشح الجماعة ليس ثوريا ولا قوميا والمجلس العسكرى نصب له الفخاخ.. الرئيس الجديد مقيد بسلطة المشير وطاعة المرشد
الجارديان: فوز مرسى بالرئاسة إنجاز تاريخى، لكنه مشروط.. انتصاره دق مسمارا جديدا فى نعش النظام القديم، ومواجهة الكثير من التحديات القادمة سيعتمد على شخصيته.. الصحيفة البريطانية تتوقع استمرار "صراع الإرادة" بين العسكر والإخوان حفلت الصحيفة بالعديد من التقارير التى تناولت فوز محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة بمصر، فكتب إيان بلاك محرر شئون الشرق الأوسط بالصحيفة يقول إن فوز مرسى هو علامة فارقة لمصر فى تحولها الديمقراطى ما بعد ثورة يناير، ولحظة حاسمة فى الربيع العربى. وبالنسبة للرجل الذى يمثل جماعة الإخوان المسلمين، أقدم حركة إسلامية فى العالم، أن يفوز فى انتخابات حرة ونزيهة برئاسة أكبر دول العالم العربى من حيث السكان، فهذا انتصار سيتردد صداه فى منطقة مضطربة، وسيُعرف كإنجاز تاريخى، لكنه إنجاز مشروط. فسيكون مرسى أول رئيسى مدنى منتخب منذ قيام ثورة يوليوم 1952، لكن أكبر مشكلة ستواجهه هى أن الجيش لا يزال باقيا، ويمسك بالسطة الحقيقية من خلف العرش. لكن برغم ذلك، يتابع بلاك، فإن مصر تختلف كثيرا الآن، وتوقعات التغيير أصبحت أعظم عما كانت عليه عندما بدأت الدراما الكبرى فى ميدان التحرير فى العام الماضى، ولم يعد ممكنا العودة إلى المربع واحد، لكن حالة الاستقطاب السياسى واضحة أيضا، ولا ينبغى لأحد أن يقلل من تأثير نجاح الإخوان على الحركة التى ظلت مقموعة ومحل خوف منها لعشرت السنين. فأحمد شفيق، المرشح المهزوم، والذى كان ينظر إليه باعتباره ممثلا للنظام القديم، فاز بأكثر من 48% من الأصوات. وأكد بلاك على أن التحدى الأكبر أمام مرسى سيبدأ الآن، فهل سيقف فى مواجهة الجيش، وهل سيختبر ما قاله بأنه يمثل كل المصريين، بكيفية تواصله مع المرشحين الليبراليين والمستقلين الذين خسروا فى الجولة الأولى من الانتخابات. وذكر بلاك فى الختام بأن فوز مرسى ليس نهاية اللعبة لمصر ما بعد الثورة المضطربة، ولكنها ربما يكون نهاية البداية. وفى افتتاحيتها التى جاءت تحت عنوان "فوزا فارقا"، قالت الجارديان إن الرئيس الجديد يمثل الإرادة الديمقراطية والدستورية للشعب المصرى، والكثير سيعتمد على شخصيته. وتتابع الصحيفة قائلة، إن الإخوان المسلمين الذين أمضوا 84 عاما أغلبها فى العمل السرى المحظور وقبعوا فى السجون أو المنفى، كان عليهم أن ينتظروا ساعة إضافية أيضا، هى تلك الفترة التى استغرقها المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، للإعلان عن الفائز. ورأت الصحيفة أن تلك لحظة تاريخية بالنسبة لمصر، فقد تم دق مسمار آخر فى نعش النظام القديم، وككان رد الفعل فى ميدان التحرير منتشيا للغاية مثلما كان الحال ليلة سقوط مبارك. إلا أن السلطة نفيها لم تغير أيديها، والصراع مع مجموعة مسنة من جنرالات المجلس العسكرى ربما يستمر لأسابيع أو شهور، فالمجلس العسكرى يعتقد أنه يملك البلاد. لكنه يواجه الآن عدو أكبر وأكثر جرأة، وفى ظل التحديات الحالية، فإن الكثير سيعتمد على شخصية الرئيس الجديد. فمرسى، الذى كان يوصف بالاستبن لأنه لم يكن المرشح الأساسى لجماعة الإخوان المسلمين، قد يكون رئيسا عرضيا، لكنه ربما يتحول إلى شخص قوى. وكان مرسى قد قدم أفضل خطاباته فى نفس الليبة التى أعلن فيها الجيش إعلانها لدستورى المكمل، ويقول مؤيدو مرسى عنه إنه مفاوض عنيد، ورجل شجاع. وخلصت الصحيفة إلى القول بأن معركة الإرادات بين مرسى والجنرالات ستستمر. ومع توالى ردود الأفعال من الخارج، لا سيما من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتيناهو الذى قال إنه يحترم النتيجة، وبقاء الولاياتالمتحدة وأوروبا صامتين بعد الساعات الأولى من إعلان الانتصار، معتبرة أنه ليس فقط انتصار لمرشح على آخر ولكن انتصار للديمقراطية، فهذه ليست المرة الأولى فى الشرق الأوسط التى ربما تجد فيها القوى الغربية نفسها من الجانب الخطأ من التاريخ. الإندبندنت: روبرت فيسك: مرسى ليس ثوريا ولا قوميا والمجلس العسكرى نصب له الفخاخ علق الكاتب البريطانى المخضرم روبرت فيسك، على فوز محمد مرسى بالرئاسة، وقال إن الرئيس المنتخب ليس ثوريا وليس قوميا بقدر كبير، مشيرا إلى أن نخبة الجيش، يقصد بها المجلس العسكرى، قد نصبوا له بالفعل عدد من الفخاخ. ويستهل فيسك مقاله بالقول إنه بينما كان ملايين المصريين بانتظار إعلان نتائج انتخابات الرئاسة، كان يزور بيت سعد زغلول، ليس لإجراء مقابلة معه بطبيعة الحال، فقد مات الرجل منذ 85 عاما، ولكن لرحلة مقدسة، على حد وصفه، إلى رجل ربما كان ليخدم مصر جيدا اليوم، فكان ثوريا وقوميا استطاع حزبه الوفد أن يقف فى وجه الإمبراطورية البريطانية، وكانت زوجته صفية واحدة من أعظم الناشطات النسائيات فى البلاد. لكن محمد مرسى يتابع الكاتب ليس ثوريا، وليس مؤيدا لحقوق المرأة، وليس قوميا بشكل كبير، وقد نصبت له نخبة الجيش بالفعل فخاخها، لكن الدولة العميقة التى يمثلها معارضه أحمد شفيق، تراجعت أمس. ويجرى فيسك فى مقاله مقارنة بين مرسى وزغلول، ويقول إنه على العكس من مرسى، أراد سعد زغلول أن يحيا فى مصر عصرية تقدمية وعلمانية، وقال عن حزبه فى عام 1919 إن الحركة الحالية فى مصر ليست حركة دينية، وهو يجب أن يظهره المسلمون والأقباط، وليست حركة تحض على كراهية الأجانب أو حركة تدعو إلى الوحدة العربية، فمصر للمصريين، وبإمكاننا أن نرى لماذا نشعر بافتقاد سعد زغلول اليوم بعد حملة انتخابية بدا فيها أن كلمتى "الإسلام" و"الأمن" استخدمتا بشكل مبتذل. ويمضى الكاتب قائلا إن زغلول لم يكن رجلا مثاليا، فقد فشل فى تقديم أى انطباع على الوفود المشاركة فى مؤتمر فرساى للسلام الدولى بعد الحرب العالمية الأولى، حيث تجاهل المجتمعون حينها بحماقة مطالبه بالاستقلال، وقد اتهم بالغش فى نفقاته خلال رحلته إلى باريس، وأساء لواحد من أقرب أصدقائه بزعمه أنه دخل إلى حزب الوفد فقط لأنه كان غنيا، وفى أيام لاحقة، زحف إلى البريطانيين. لكن الناس العاديين، كانوا يحبونه، وكان وجه مألوفا للمصريين مثلما كان الحال بالنسبة لياسر عرفات مع الفلسطينيين. وختم فيسك مقاله قائلا إنه بالنسبة لرجل ولد قبل وقت طويل من هذا الوقت، فإنها لحقيقة كئيبة أن زغلول مات يائسا من شعبه، وكانت كلماته الأخيرة: "غطينى يا صفية، مفيش فايدة". الصنداى تليجراف مرسى يرأس ولا يحكم.. الرئيس الجديد مقيد بسلطة المشير وطاعة المرشد.. معركة مصر لازالت مستمرة والثوار يشعرون بالخيانة قالت صحيفة الديلى تليجراف إن محمد مرسى فاز بالانتخابات الرئاسية فى مصر، لكن الجميع يتفق على أنه لا يحكم. وأضاف ريتشارد سبنسر، مراسل الصحيفة فى القاهرة، أن قادة دول العالم أرسلوا التهانى العرفية ودعت الولاياتالمتحدة الحكومة فى مصر لتكون ركيزة السلام فى المنطقة، كما لو أن الإخوان مثل أى حزب ومرسى مجرد سياسى أو أن مصر بلد ديمقراطى آخر. ويتابع سبنسر، بالطبع هذا لم يكن، فلا أحد يعرف حقا حتى الآن من هو بالسلطة فى مصر. نعم اتفق الكثيرون حول مرسى، لكنه مسئول أمام رجلين: الأول هو المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الذى تقع بيده السلطة الواسعة، والثانى هو محمد بديع، مرشد الإخوان الذى يدين له مرسى بالطاعة وفق منهج وأيديولوجية الجماعة. وأشار المراسل أنه من السهل أن نفهم لماذا يشعر النشطاء الليبراليين، الذين أشعلوا الثورة ضد مبارك، بالخيانة. فبينما كانت تتحدث الصحافة المحلية والعالمية عن صراع بين الإسلاميين والجيش، كانت القصة الحقيقة أن الطرفين يتعاونان، أحيانا يبدوان غاضبين وأخرى متحمسين. ولفت إلى أن أول من شكره المتحدث باسم الإخوان عقب إعلان فوز مرسى هو المجلس العسكرى، كما أن أول تهنئة تلقاها الرئيس الجديد كانت من المشير طنطاوى. لكن هذه القوات التى ألقت القبض عليه من قبل وتذهب الآن لحراسته، قد توجه أسلحتها له سريعا إذا ما حاد عن الخط. ويؤكد سبنسر أن المعركة من أجل مستقبل مصر لازالت مستمرة. فلقد أصبح هناك ساحة أوسع للقتال، لازال يتعين التفاوض فيها عن كل شىء. img src="/images/issuehtm/images/youm/logo/en/financial-times.png" / الفايننشيال تايمز فوز مرسى يدفع مصر نحو حقبة جديدة من عدم اليقين.. دبلوماسى غربى: مصر قد تواجه حالة عدم الاستقرار لخمس سنوات قادمة على الأقل.. محلل: يجب على الإخوان التخلى عن سياسة استبعاد الآخرين قالت صحيفة الفايننشيال تايمز أن نتيجة الانتخابات الرئاسية فى مصر تدفع البلاد نحو حقبة جديدة من عدم اليقين، يتم فيها تقاسم السلطة بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن النتائج كشفت عن انقسام عميق فى المجتمع المصرى، حيث تثير احتمالات التغيير الخوف مثلما تثير الأمل. لافتة إلى أن مرسى فاز على شفيق بفارق هامشى. ورغم احتفاظ المجلس العسكرى بالنفوذ الأوسع والسلطة، لكن يرى محللون ودبلوماسيون أن فوز مرسى علامة على أن الانتقال الديمقراطى لازال جاريا فى مصر. وأشاد دبلوماسى غربى، بالنتيجة مشيرا إلى أنها شجاعة. وقال: "ذهب المصريون مع من لا يعرفونه. غير أن الإخوان المسلمين ليست جماعة مثالية، ولم تقدم الكثير لعلاج مشكلات البلد. فهذه خطوة حقيقة إلى الأمام ونتيجة حقيقة للثورة". وأضاف الدبلوماسى الغربى أن مصر قد تواجه عدم الاستقرار لما لا يقل عن 5 سنوات أخرى. لكنه أشار إلى أن مصر أثبتت أنها تستطيع أن تصنع قرارها الخاص عبر صناديق الاقتراع. ومثلما ستتجه مصر نحو الأمام، سوف تقل موجات الاضطرابات تدريجيا مع التوافق السياسى وظهور حلول وسط. وقال عمر عاشور، المحلل السياسى بمعهد بروكينجز الدوحة، إن اتجاه مصر نحو مزيد من الديمقراطية تحسمه قدرة الإخوان المسلمين على تنحى ميولها نحو استبعاد الآخرين سياسيا، ذلك النهج الذى سارت عليه الجماعة حينما سيطرت على البرلمان المنحل.