الي اين نحن ذاهبون؟ وسط غياب الرؤي الواضحة وغلبة الشكوك وغياب الحقائق لا يستطيع أحد مهما منحه الله من عبقرية أو شفافية ان يعرف أو يستطيع ان يقدم اجابة لهذا السؤال. في رأيي ان المجلس العسكري الذي يتولي مقاليد الامور في مصر منذ اكثر من عام ونصف هو الوحيد الذي يملك الاجابة عليه.. فهو الوحيد الذي يفاجئنا بالقرارات التي تصدر بين لحظة واخري والتي تزيد الامور التباسا وتعقيدا.. بداية من قرار حل مجلس الشعب المنتخب ثم الاعلان الدستوري المكمل.. الي محاولات الالتفاف علي نتائج انتخابات الرئاسة وجس النبض لما يمكن ان يحدث في الشارع المصري.. واطلاق الشائعات، كل ذلك يؤكد ان هناك نية لتوجيه الامور في مصر الي الاسوأ ويزيد من حالة الاحباط والتشاؤم التي يشعر بها الكثيرون حول ما يجري ويتم الترتيب له حاليا. ما دام المجلس العسكري وضع في يده مرة اخري مسئولية التشريع - بعد حل مجلس الشعب - ووضع الدستور.. وصلاحيات الرئيس القادم.. اي سيظل هو الطرف المهيمن علي العملية السياسية لماذا طرحنا من الاصل فكرة الديمقراطية.. ولماذا انفقنا المليارات علي انتخابات مجلسي الشعب والشوري وانتخابات الرئاسة.. ما دام هناك نية لعدم الرضوخ لما تمليه صناديق الانتخاب.. ألم يكن من الاجدي انفاق هذه المليارات علي تحسين الصحة أو التعليم او اصلاح حال الفقراء.. ما دام المجلس العسكري يؤمن بنظرية نظام المخلوع والتي كانت تري ان الشعب غير ممهد بعد للديمقراطية!!