كثيرون ممن يمكنهم حيازة الأجهزة الأعلي تقنية لا يخفون خشيتهم من مفاجآت غير سارة، تتمثل إما في موت البطارية نهائيا أثناء التشغيل، أو السهو عن شحن أو استبدال بطارية الجهاز، والحاجة في وقت حرج لشحن البطارية الفارغة أو تغذية الجهاز ببديل يعيد له الحياة! المبتكرون وضعوا تلك الاشكالية علي قمة أولوياتهم، وكانت النتائج قريبة مما نشاهده في أفلام الخيال العلمي، أو الكتب التي تغازل الشغوفين بأفكار تفوق خيالهم! وفي كل الأحوال فان هؤلاء المبتكرين معنيون بأن تنساب الكهرباء اللازمة لاستمرار الأجهزة -كالكمبيوتر والهاتف المحمول - في تقديم خدماتها دون انقطاع. إنها أشياء أقرب إلي بعض الألعاب التي يجيدها الساحر وتخلب العقول، لكن الأمر هنا لا يتوقف علي مهارة في خداع البصر أو الإتيان بحركة سريعة لا يلاحظها المشاهد، لكن الساحر - المبتكر في هذه الحالة يقدم - بالفعل - حلولا غير مسبوقة تُعد بحد ذاتها اختراقات تقنية رائدة. مثلا؛ في مواجهة ما يمكن وصفه ب»موت البطارية نهائيا« داخل احد الأجهزة المصممة بطريقة لا تسمح باستبدالها، سوف يكون ثمة تقنية »تمد في عمر« البطارية عبر عملية ترميم ذاتي لا يلاحظها صاحب الجهاز نفسه! مركبات »الجاليوم - انديوم« تلعب دور الساحر ببراعة. من خلال طلاء قطب البطارية بمليارات الكريات الصغيرة من تلك المركبات المصممة بحيث تتحطم، ثم تنفتح إذا ما تم الضغط عليها لأي سبب، أو إذا ما تعرضت للسخونة، عندئذ تنساب الكريات لتملأ الفجوات في قطب البطارية التي سرعان ما تعود سيرتها الأولي، في لمح البصر، أو أقل من ذلك دون أدني مبالغة، وقبل أن يغلق الجهاز ذاتيا أو يشعر مستخدمه بأي مشكلة يعانيها! أما بالنسبة للأجهزة التي يُعاد شحن بطاريتها، أو تكون قابلة للاستبدال، فإن البديلين سوف يصبحان شيئا من الماضي عبر تقنية الشحن الذاتي، دون وصلات، فثمة مولد كهربائي صغير قادر علي انتاج ما يكفي من طاقة لشحن جهازك لاسلكيا! قريب من تلك الفكرة جهاز بث للكهرباء، بإمكانه ارسال تيار خلال الهواء يتم استقباله في جهازك عبر شريحة لها القدرة علي تحويل الموجة اللاسلكية إلي تيار كهربائي مباشر. المشكلة التي تواجه الفريق المبتكر للفكرة تتعلق بتواضع المدي الذي تتم في دائرته عملية الشحن، فما بين جهاز البث والجهاز المستقبل يتراوح بين 01 إلي 51 مترا! التجارب لم تتغلب جذريا علي هذه المشكلة، إلا ان التحايل عليها صار ممكنا من خلال زيادة عدد اجهزة الارسال ، لتغطية المساحة المطلوبة داخل منزل أو مكتب، حتي يمكن رفع قدرات وكفاءة جهاز البث للاستغناء عن حيلة تعدد الاجهزة. لقد ظل حلم بث الطاقة الكهربائية عبر الهواء، عن طريق الموجات اللاسلكية حلما صعب التحقق، لكن انسياب الكهرباء لتشغيل الأجهزة في القرن الحادي والعشرين أصبح حلا واقعيا، رغم ما يحيطه من أجواء سحرية، ربما لانه أمر استمر طويلا أقرب لعوالم الخيال العلمي!