يتوجه الناخبون الفرنسيون البالغ عددهم نحو 46 ناخب اليوم إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في جولة الاعادة للانتخابات التشريعية الحاسمة في الحياة السياسية الفرنسية وذلك للمرة الرابعة خلال شهرين بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في ابريل ومايو الماضيين ثم الجولة الأولي من الانتخابات التشريعية الأحد الماضي. وسيكون الناخب الفرنسي اليوم علي موعد مع محطة هامة في الحياة السياسية لبلاده إذ سيتوجه إلي مراكز الاقتراع لاختيار الأغلبية التي ستعمل إلي جانب الإليزيه خلال السنوات المقبلة تشريعيا.. وينتظر الرئيس اليساري فرانسوا اولاند فوز حزبه بالاغلبية حتي يتسني له تطبيق برنامجه.وعلي الرغم من أن جميع استطلاعات الرأي تشير إلي تقدم اليسار في الجولة الثانية، ممثلا في الحزب الاشتراكي وجبهة اليسار والخضر، بينما يحتل حزب الرئيس المنهزم في سباق الإليزيه الأخير، نيكولا ساركوزي، المرتبة الثانية ويأتي اليمين المتطرف في الصف الثالث إلا أن جميع السيناريوهات تبقي مفتوحة وتحددها نسب التصويت. ويقول المحللون الفرنسيون إن فوز معسكر اليسار في هذه الانتخابات سيكون بمثابة تزكية لفوز اولاند في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومنحه الأغلبية المريحة التي يتطلع اليها مما سيوفر له هامشا للتحرك المطلوب لتطبيق برنامجه الانتخابي الذي تعهد به خلال الحملة للانتخابات الرئاسية وتأكيد جديد من جانب الفرنسيين لرفضهم لسياسة اليمين خلال الولاية السابقة.وتعد هذه الانتخابات حاسمة بالنسبة لأولاند حيث يسعي حزبه اليساري للفوز بالأغلبية المطلقة بالمقاعد البرلمانية لإبعاد شبح التعايش السياسي في حال حصول اليمين التقليدي المتمثل في "حزب الإتحاد من أجل حركة شعبية" علي الأغلبية مما يفرض بحسب النظام الدستوري شبه الرئاسي رئيسا للحكومة من الأغلبية البرلمانية مما يعيق الرئيس الفرنسي في تنفيذ وعوده الانتخابية.كما يعول اليمين الفرنسي علي الفوز بأغلبية المقاعد وتعويض خسارته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتشكيل الحكومة الجديدة. ويشير المحللون السياسيون إلي أن الرهان الأساسي في هذه الانتخابات يتمثل في إلي أحزاب اليسار الأخري.