عصام السباعى حدث ماتوقعته وأدت أنانية حمدين صباحي ونرجسية أبو الفتوح وتشرذم اليسار المصري الي وضع الوطن قي مأزق الانقسام بين مرشح الاخوان محمد مرسي و أحمد شفيق المرشح المحسوب علي النظام المخلوع وأصبح لسان حالنا يقول ربنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ونحن نشاهد بأعيننا كيف أدت شهوة الكرسي الي أن نشيع بأيدينا جثمان الدولة المدنية وجثمان الثورة وربما كليهما ! كنت أتوقع هذه الورطة وحذرت منها أنا وكثيرون غيري وقلت الأسبوع قبل الماضي بالنص اذا كان الرئيس الجديد المطلوب لمعسكر الثورة من أهل اليسار فهل هو حمدين صباحي أم الحريري والبسطويسي او خالد علي ؟ وجاءت النتيجة بسقوط الجميع كما تساءلت : اذا عجز كل معسكر عن التوافق علي اسم واحد في الانتخابات وجاء الصندوق بعمرو موسي أو أحمد شفيق فهل يتحمل الشعب نتائج أنانية ونرجسية تمسك كل منهم بحلم كرسي الرئاسة ثم يطلب من الغلابة الاستمرار في الثورة رغم أن حمايتها مرهونة بتجرد كل منهم عن احلامه الشخصية واعطاء اولوية خالصة مخلصة للبلد والاتفاق علي مرشح الثورة وللأسف تحقق الكابوس! وينطبق نفس الشيء علي صباحي وأبو الفتوح فقد رفضا التوافق ووصل الأمر الي الضرب العلني المباشر بين حملات الاثنين وكان المنطقي تفتت الأصوات التي رأت في كل منهما البديل المناسب سواء للبعد عن الاخوان أو تجنب من هم محسوبين علي النظام السابق ولو كانا اتفقا لجنبونا السيئات وخرج أحدهما فائزا من المعركة الانتخابية من الجولة الأولي بمجموع ما حصلا عليه وهو نحو 38٪ مقابل 24٪ لمرسي و 23٪ لشفيق ويتم فوز مرشح معسكر الثورة ! ولا أنكر دهشتي من انكار الاثنين نزاهة الانتخابات بالكامل ولجوء أحدهما الي شغل المحامين وكأننا نواجه قضية نفقة أو خلع وليس وطنا يحترق وشعبا يعاني وكأن رسالتهم الي فئة معينة : "ولعوها" فالثورة تضيع ويجب أن تستمر وكأنهم "مانديلا مصر " ونسيا أنهما أجرما في حق الوطن وكذلك اليسار المصري عندما نزلوا الانتخابات فرادي باسم الثورة فلما خرجوا منها اتحدوا من أجل الثورة ورقصوا علي جثة الوطن .. عيب ايها السادة ! ولا أستطيع هنا أن اتجاهل أساتذة ومحللي المراهقة السياسية الذين دعوا الي تنازل مرسي لصباحي أو الذين ردوا بتنازل شفيق لصباحي وكأن صوت الشعب "طربوش" نلبسه في أوقات ونخلعه في أوقات أخري واحذر الجميع ولا استثني منهم الاخوان فكل ذلك يصب في مصلحة شفيق! أعلم جيدا حجم المأزق الذي نحن أمامه في جولة الاعادة بين مرشحين أحدهما مصنف من الفلول والثاني علي أنه يمثل التيار الديني ويقتضي الحال أن نكون واقعيين ونقبل اختيار الناس بعد أن ضللهم مرشحو الثورة بنرجسيتهم وتفرقهم ونعترف أن الكل وطني مصري يريد مصلحة البلد والعبرة بالممارسات وليس الاتهامات والمخاوف المرسلة التي حتي ان تحققت فلن يصمت عنها الشعب ! تبقي كلمة وهي أن كل المرشحين صباحي ومرسي وشفيق من نظام مبارك فاثنين منهما كانا من المعارضة الرسمية المستأنسة الديكورية مهما علا صوتها في مجلس الشعب وكلاهما قبض مئات الالوف مكافآت شهرية وبدل جلسات ولجان وتليفون والثالث كان وزيرا ثم رئيسا للوزراء في عهد مبارك ومن يفز منهما سيكون تحت رقابة الشعب وان انحرف سنخلعه ! لا تقاطعوا الانتخابات اذهبوا وقولوا رأيكم فزيد مثل عبيد زي نطاط الحيط .. والشعب سيكون الرئيس الحقيقي ! آخر سطر : قال تعالي :" فاستخف قومه فأطاعوه . انهم كانوا قوما فاسقين ".. أيها المرشحون الباقين والسابقين لا تستخفوا بنا فلن يطيعكم الا الفاسق!!