إلهام أبوالفتح أعلنت أمس اللجنة العليا للانتخابات نتيجة الانتخابات الرئاسية والتي اصبحت محسومة في الاعادة بين الفريق احمد شفيق والدكتور محمد مرسي. والذي يحيرني هو هذا الهجوم الغريب علي كلا المرشحين اللذين فازا بالاغلبية فالفريق أحمد شفيق في نظر انصار بعض المرشحين الآخرين هو اعادة انتاج النظام القديم وعودة للحكم السابق رغم أنه حصل علي ملايين الأصوات الحرة الصحيحة. د. محمد مرسي في نظر الحركات الثورية والليبرالية واليسارية هو ممثل التيار الإسلامي الذي يدعو الي قيام دولة دينية ويسيطر علي مجلسي الشعب والشوري ويريد ان يسيطر ايضا علي السلطة التنفيذية .. لذلك ايضا يرفضون رأي الملايين الذين اختاروا ان يعطوا اصواتهم لممثل التيار الديني وهي ملايين الاصوات الحرة الصحيحة. وهناك البعض الذي يرفض الاثنين ويعتبره خيارا بين الفاشية الدينية والديكتاتورية العسكرية.. وهذا ايضا نوع من الكفر بالديمقراطية. أعتقد أنه قبل أن نختار بين المرشحين وقبل ان نختار بين الدولة الدينية والدولة المدنية علينا أن نختار بين الديمقراطية والديكتاتورية. هل نقبل نتيجة الديمقراطية أم نرفضها لقد فوجئت أن كثيرين من انصار حمدين صباحي وأنصار د. عبد المنعم ابو الفتوح يرفضون نتيجة الاقتراع بل ويهاجمون من أعطي صوته للفريق احمد شفيق ويتهمونهم بأنهم انصار النظام القديم وبنفس الطريقة يرفض ليبراليون نتيجة د. محمد مرسي. والسؤال الذي يجب ان يجيب عليه كل المعترضين هل تقبلون بالديمقراطية أم لا؟ الانتخابات الديمقراطية ليست نهاية العالم وهي قادرة ان تصحح نفسها أو اخطاءها بعد 4 سنوات أو أقل. المهم الا نهدم معبد الديمقراطية لان هذا سيكون الديكتاتورية بعينها. كلنا نذكر الانتخابات الرئاسية الامريكية والتي فاز فيها جورج بوش الابن وكان مكروها من الكثير من الامريكان ولكن بسبب الديمقراطية خضع الجميع لرأي الاغلبية وتولي الرئاسة لمدتين متتاليتين. ثم جاءت الديمقراطية لتصحح مسارها باختيار باراك أوباما رئيسا لأمريكا. وفي فرنسا أختار الشعب أولاند اليساري المعروف واسقط ساركوزي واعلن ساركوزي بنفسه نتيجة الانتخابات لايمانه بالديمقراطية. المهم في الأيام القادمة وحتي يوم الحسم لأبد أن نؤمن ان الديمقراطية هي خيارنا الوحيد للمستقبل.