محمد عبدالمقصود تابعت باهتمام الانتخابات الفرنسية.. صراع عنيف بين ساركوزي وأولاند.. أو بين اليمين واليسار.. انتهي بفوز اولاند واعتراف ساركوزي بالهزيمة وانسحابه من الميدان في هدوء.. ولم يحدث أن اعتصم انصار الشيخ ساركوزي في اي ميدان.. ولم يرفعوا شعار لازم »كوزي«!!. الانتخابات في فرنسا قارن فيها الشعب الفرنسي بين برنامجين.. برنامج اليمين الذي يمثله ساركوزي والذي قاد فرنسا طوال السنوات الماضية.. وبرنامج اليسار الاشتراكي الذي يمثله اولاند.. وليس صراعا علي اشخاص المرشحين ولهذا كان الاختيار الشعبي سهلا.. اما نحن فاننا نختار بعواطفنا وليس بعقولنا فلم يهتم احد بمناقشة برامج المرشحين وتحليلها حتي يختار افضلها.. دائما نحن مع تيارات اما التيار الاسلامي الذي لا نعرف برنامجه ويختلف من شخص الي اخر من بين مرشحي التيار او تيار الثورة او تيار ما يطلق عليه البعض الفلول.. وحينما يسأل احدنا الآخر من تنتخب فيرد: »فلان«.. فاذا ما سأله علي اي اساس.. يبني رأيه علي اسس شخصية او عقيدية.. اما البرنامج فلم يهتم احد بمناقشته او حتي قراءته. قد يقول قائل: إن الوضع في فرنسا مختلف عن مصر.. لان فرنسا مستقرة ونحن مازلنا في مرحلة ثورة علي نظام استمر سنوات طويلة وبالتالي فان مرشحينا يتم اختيارهم اما علي اساس شخصي او طبقا للتيار الذي يمثلونه.. اما في فرنسا فهناك قواعد ثابتة ومعلومة لدي كل الناخبين.. وهناك ديمقراطية عريقة.. ولا توجد امية بين الناخبين تصل الي 02٪ والناخب يقرأ برنامج المرشح ويناقشه ويفاضل بين البرامج ليختار افضلها الذي يحقق له العيش الكريم.. وهناك ميراث طويل من الثقافة الانتخابية التي تتيح للناخب ان يختار بسهولة.. وكذلك فان المرشحين يتقبلون النتيجة التي يسفر عنها الصندوق بروح رياضية ولا يتخيلون يوما ان يرفضوا ما تسفر عنه الصناديق لأنهم لا يشكون في تزويرها او تغيير ارادة الناخبين وهناك اعلام لا يبغي الفتنة ولا يشعلها ولا يبحث عن الاثارة فقط بل يتيح فرصا متساوية لكل المرشحين لعرض برامجهم.. ولم نسمع من ساركوزي او اولاند قبل اعلان النتائج انهما سينزلان الي ميدان الاليزيه اذا كانت النتيجة في غير صالحهما.. ويشعن بين انصارهما انه في حالة فوز المرشح المنافس فان الانتخابات ستكون مزورة.. لاننا ليس لدينا ثقافة تقبل الهزيمة ولابد ان انجح والا فالاعتصامات والمظاهرات.. وقد يكون التهديد بالدم هو السبيل لرفض الهزيمة.. وليس مهما مصلحة البلاد ولا الشعب.. المهم ان اعتلي الكرسي.. وهذا احد اسرار ما نحن فيه الآن من مهاترات بين المرشحين واتهامات متبادلة.. واحتقان الشارع السياسي واستعداد انصار كل مرشح للموت والاستشهاد من اجل الكرسي. وعندما يكون الصراع علي كرسي الرئاسة قائما علي برامج المرشحين وقتها لايهم من يجلس علي الكرسي.. المهم اختيار البرنامج الذي ينهض بالبلاد وتحسين احوال العباد وسيتخلي كل تيار عن سياسة التكويش واستخدام اساليب التهويش والتهديد بالويل والثبور وعظائم الامور لمن ينتخب ممثلي تيار منافس. كلمات حرة مباشرة: لا يصلح القوم فوضي لا سراة لهم ولا سراة اذا جهالهم سادوا تهدا الامور بأهل الرأي ما صلحت فان تولت فبالأشرار تنقاد