لا أعرف تحديدا لماذا قفزت حكاية ليدي ماكبث إلي ذهني وأنا أتابع معركة الرئاسة التي تبدأ فصلها الأخير بعد 24 ساعة فقط.. وكيف يبدو كرسي الرئيس مغريا جدا إلي حد كبير ومذهل والملايين التي دفعها المرشحون لكي ينالوا شرف الجلوس فوق الكرسي المغري مثلما دفعت ليدي ماكبث زوجها القائد العسكري ماكبث أو لورد جلاميس إلي قتل مليكه دنكان الطيب لتجلس هي علي كرسي ملكة اسكتلندا. حكاية ماكبث وزوجته خلدها الشاعر الانجليزي الشهير وليم شكسبير في مسرحية " ماكبث" التي تعتبر من أشهر أربع مسرحيات تراجيدية كتبها وهي "هاملت" 1601 و"عطيل" 1605 و"الملك لير" 1606 و" ماكبث" 1606 .. أعتقد أن سيدة مصر الأولي القادمة لن يسمح لها أن تتدخل في عمل زوجها الرئيس أيا كان من سيأتي.. أبو الفتوح أو مرسي أو عمرو موسي أو شفيق أو صديقي حمدين صباحي.. لن تصبح ليدي ماكبث مصر التي تتدخل في تعيين الوزراء وتمارس أبشع أنواع الفساد وتسعي إلي توريث الأبناء والأحفاد كرسي الرئيس !! أستطيع أن أؤكد أن زوجة الرئيس القادم ستكون مثل السيدة فتحية كاظم حرم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر التي لم تظهر في الصحف الا قليلا والتي لم تتدخل يوما في تعيين ساع في مصلحة البريد ..وتفرغت لتربية الأولاد !.. أستطيع أن أقول بصدق أن المصريين لن يسمحوا لزوجة الرئيس أن تمارس عمل الرئيس فتبقي علي هذا الوزير لأنه من حاشيتها وأن تقيل ذاك الوزير لأنه تجرأ واعترض علي تدخلها في عمله.. وعلي الرئيس القادم أن يعي درس ليدي ماكبث مصر التي أوصلت زوجها إلي محبسه في المركز الطبي العالمي لشهوة الطمع التي انتابتها ودفعتها لحكم مصر من وراء حجاب!.. قضي الملك دنكان نحبه وقتل ماكبث جزاء ما اقترفت يداه وظللنا نردد قولته الشهيرة " أن كل محيطات العالم لن تكفي لغسل الدم من يدي" . لعل الرئيس القادم يأخذ الدرس والعظة مما حدث ولا يسمح لزوجته أن تشاركه الكرسي مهما كانت المغريات. طيور الظلام أحرقت تمثال كريم قلبي يكاد ينفطر من جريمة حرق تمثال المخرج محمد كريم.. تسللت طيور الظلام فجر الجمعة الماضي إلي حديقة مدينة السينما بالهرم وأحرقوا تمثال المخرج الراحل محمد كريم ، الذي كان من المقرر وضعه أمام أكاديمية الفنون بشارع خاتم المرسلين بالهرم والمعروف أن محمد كريم هو من أبرز رواد الإخراج السينمائي في مصر عاش بين عامي (1896 -1972 ) وهو أول عميد لمعهد السينما ومخرج كل أفلام الموسيقار محمد عبد الوهاب السبعة , كما أخرج فيلمين عن رواية " زينب " لمحمد حسين هيكل الأول صامت عام 1930 والثاني ناطق عام 1952 كما أخرج أول فيلم سكوب في السينما العربية وهو فيلم " دليلة " للمطرب الراحل عبد الحليم حافظ.. لم يقترف جريمة في حق أحد فهو مجرد تمثال لا حول له ولا قوة . كان مقررا وضع التمثال أمام أكاديمية الفنون ولكن جاءت تهديدات بتحطيمه فقام وزير الثقافة السابق د. شاكر عبد الحميد ومحافظ الجيزة الحالي د. علي عبد الرحمن بنقله منذ شهرين تقريبا لمدينة السينما بالهرم. ويبدو أن طيور الظلام لم يعجبها هذا الحل فقاموا بإحراق التمثال.. وتشويه هيئته.. وعندما حضر الدكتور " مختار يونس" المشرف علي وضع التمثال من قبل وزارة الثقافة لاحظ وجود طاقية بعلم أمريكا علي رأس التمثال حسب رواية السينمائي هيثم يوسف الذي يتحسر ويتوجع علي هذا المشهد الكئيب!! لا أجد تعليقا علي ما حدث.. فهي جريمة بكل تأكيد ضد تمثال أعزل كل ذنبه أنه يقف شاهدا علي إنجاز قدمه صاحبه للإبداع في مصر ! يا ألف خسارة علي مصر وطيور الظلام تتربص بك.. لم تقم الثورة لكي تهدم الإبداع.. لم تقم الثورة لتقتص من تمثال !