مانوىل جوزىه الأزمة المالية.. والحالة السياسية.. ومشكلة غالي.. رسمت السيناريو الأخير للرحيل لم يكن الاعلان الرسمي عن انفصال الساحر البرتغالي مانويل جوزيه عن القلعة الحمراء مفاجأة للكثيرين خاصة بين الطرفين الرئيسيين في هذا الحلقة المتمثلة في إدارة النادي الأهلي والمدير الفني نفسه. حلقات فض الاشتباك بدأت فصولها منذ ثلاثة شهور تقريبا كما أكد البرتغالي الداهية في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب مباراة اسبانيول الودية أول أمس والتي خسرها الأهلي بهدفين نظيفين بإشارته إلي أنه اتخذ قرار الرحيل منذ أكثر من ثلاثة شهور وتبلورت هذا الفكرة مع توالي الأحداث والشواهد التي منحت المدير الفني والنادي مبررا مقبولا أمام الجماهير الحمراء لإنهاء هذا الارتباط في فترة الولاية الثالثة للمدير الفني. ورغم الاتفاق التام علي أن ما حققه جوزيه مع الأهلي قد يصعب علي أي ميدر فني تحقيقه في المستقبل القريب بعد أن حصد مع الأهلي أكثر من 20 بطولة سواء محلية أو قارية في زمن يعتبر قياسيا لمدير فني تولي تدريب الفريق ثماني سنوات غير متصلة، إلا أن رغبته في الرحيل هذه المرة تلاقت مع رغبة إدارة الأهلي لعدة أسباب قد يكون أهمها الراتب الكبير الذي يحصل عليه جوزيه ومعاونيه لتدريب الفريق والذي يصل إلي مليون وربع المليون جنيه بخلاف نفقات الإقامة والانتقالات ومكافآت الفوز وهو ما لم يكن الأهلي قادرا علي توفيره خلال هذه الفترة بعد توقف النشاط المحلي تماما في أعقاب كارثة ستاد بورسعيد وعدم وضوح الرؤية حول فرص بدء النشاط المحلي في الموسم الجديد بسبب الحالة الأمنية، والمعروف أن الأهلي كان قد حصل علي وديعة من أحد الأثرياء الخليجيين لتمويل راتب جوزيه وجهازه المعاون وقاربت هذه الوديعة علي الانتهاء ولم يعد في مقدور الأهلي الوفاء بهذه الالتزامات المالية الكبيرة في ظل الحالة الاقتصادية التي تعيشها معظم أندية مصر. وكان مانويل جوزيه قد أشار في المؤتمر الصحفي إلي أن قراره بالرحيل اتخذه بعد أحداث بورسعيد والتي واجه خلالها الموت داخل أرض الملعب لولا تدخل العقلاء من بورسعيد وتبلورت الفكرة أكثر في ذهن جوزيه مع احتجاز بعثة الأهلي في مالي لمدة أسبوع تحت وطأة الاضرابات الداخلية والانقلاب العسكري هناك وهو ما دفع المدير الفني للتفكير أكثر في الرحيل خوفا علي حياته خصوصا مع رفض زوجته الإقامة معه في القاهرة بعد ثورة 25 يناير بسبب الحالة الأمنية التي تعيشها مصر. واقترابها من اجراء عملية جراحية. ويري البعض أن مشكلة جوزيه الأخيرة مع كابتن الفريق حسام غالي استغلتها إدارة النادي في تكوين رأي عام مضاد لجوزيه خصوصا وأن المشكلة لا ترقي لرد فعل المدير الفني الذي أعلن خلاله عن عدم رغبته في بقاء غالي في حالة تجديده للتعاقد مع الأهلي، وبعد أن كانت قرارات جوزيه لا تقبل المناقشة وتجد قطاعا كبيرا من جماهير الأهلي المدافعين عنها، ولكن اختلف الحال مع أزمة غالي بعد أن طالب البعض برحيل المدرب البرتغالي وعدم التفريط في قائد الفريق وهي الأرضية التي كان مجلس الإدارة يحتاج لها عند فك الارتباط. وكانت إدارة الأهلي قد بدأت بالفعل من خلال أحد الوسطاء في البحث عن مدير فني ألماني يقود الفريق في الفترة القادمة في حالة رحيل جوزيه ولا يزيد راتبه الشهري عن الحدود المقبولة وقريبا من رواتب المدربين المصريين حتي لا يشكل عبئا علي خزينة النادي الخاوية أصلا. ويؤكد لاعبو الأهلي أن هناك شواهد كثيرة لرحيل المدير الفني منها حرصه علي التقاط الصور التذكارية مع اللاعبين خلال الأيام الأخيرة وحالة المرح وروح الدعابة التي تبناها خصوصا خلال رحلة مالي وما بعدها وهو ما لم يعتده اللاعبون من المدير الفني الغاضب والثائر علي أي خطأ أو هفوة ثؤثر علي مسيرة الفريق في أي مرحلة بالاضافة إلي الاعلان الأخير للمدرب البرتغالي حول بلوغه سن ال 66 وأنه يتبقي له عامانفقط في عالم التدريب ويرغب في قضاء هذه الفترة في هدوء قبل اعتزال اللعبة بشكل نهائي.