في أخر مساع لإنقاذ البلاد من أفق سياسي غامض يهدد مستقبلها السياسي والإقتصادي، كلف الرئيس اليوناني "كيرلس بابولياس"- رئيس الحزب الاشتراكي (باسوك) "ايفانجيلوس فينزيلوس" امس بتشكيل ائتلاف حكومي بعد محاولتين فاشلتين من زعيمي الحزبين الأعلي من حيث الأصوات في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وبحسب الدستور فإنه بعد فشل المفاوضات التي أجراها زعيم حزب "الديمقراطية الجديدة" اليميني "انطونيو سامراس" وزعيم حزب "سريزا" اليساري المتطرف "الكسيس تسيبراس"، يتم تكليف رئيس الحزب الثالث من حيث عدد الأصوات بهذه المهمة. وإذا فشل الحزب الاشتراكي في تشكيل حكومة، ينص الدستور علي أن يجمع بابولياس قادة الأحزاب لبذل جهود أخيرة لتشكيل حكومة "وحدة وطنية" قبل ان يدعو لإنتخابات مبكرة، وهو السيناريو الأكثر ترجيحا وكانت نتائج الإنتخابات الأخيرة قد أحدثت زلزالا في المشهد السياسي في أثينا، اذ انهار الإئتلاف الحكومي بحصول حزبيه (الديمقراطية الجديدة وباسوك) ذالمهيمنين علي السياسة في اليونان لمدة 38 عاما- علي عدد يقل عن نصف المقاعد في البرلمان، في مقابل صعود مجموعة غير متجانسة من الأحزاب ترفض جميعها خطط التقشف التي يشترطها الشركاء الأوروبيين لإتمام اتفاق الإنقاذ المالي لأثينا. وأصر تسيبراس في مفاوضاته علي رفض الحكومة التي يسعي لتشكيلها - بنود الإتفاق الذي وقعته البلاد مع صندوق النقد الدولي والشركاء الأوروبيين، وهو ما هاجمه بشدة زعيمي "الديمقراطية الجديدة" و"باسوك" واتهموه بأنه "يلعب بالنار".