كلنا خاسرون، الحركات والقوي السياسية والدينية وشباب الثورة والأحزاب وكل أطياف الشعب المصري، نعم كلنا سقطنا مع مرتبة الشرف ولم ينجح أحد، أكثر من 15شهراً مرت علي ثورة 25 يناير 2011 اندلعت فيها عشرات الأحداث، سالت خلالها دماء المئات من الشهداء والآلاف من المصابين، شهدت الاختلافات والتناحرات وكأن الموجودين بميدان التحرير خلال 18 يوم ثورة كانوا من الملائكة التي تبخرت فور تنحي المخلوع..! بدأت الصراعات حين اختار الشعب المسار الخاطئ وقال " نعم " في استفتاء مارس قبل الماضي، حين فاضل بين الجنة والنار..! بين الفوضي والاستقرار، وتخيل أن نعم ستدخله الجنة وتعجّل بالاستقرار، لعله الآن قد أفاق بعد أن شاهد نتيجة الاستفتاء تتحقق علي أرض الواقع بالفوضي وجر مصر وشعبها إلي الهاوية..! لعلها فترة تعلمنا فيها جميعاً كيف نقرأ التاريخ جيداً وكيف نختار، كيف نعلي المصلحة الوطنية علي المصالح الخاصة، فهل يمكن لنا أن ننسي هذه الفترة ونبدأ من جديد، يُحل البرلمان وينتخب مجلس رئاسي أو رئيس مؤقت ونبدأ فعلياً بوضع الدستور فهو المنظومة الأساسية والوحيدة للتحرك الديموقراطي الذي نسعي إليه بعد ثورة يناير وسنكون كلنا خاسرين إذا لم نتوافق عليه، ثم نسير في المسار الصحيح بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، هذه الدعوة طالب بها د. محمد البرادعي المفتري عليه، فانتخاب رئيس بصلاحيات سيحددها اعلان دستوري لم يتم استفتاء الشعب عليه وتحصين انتخابه من الطعن قد لايخرجنا مما نحن فيه..! أعلم أن نسيان الفترة الماضية والعودة للبداية صعب، لكنها الطريقة الوحيدة لوضع مصر علي المسار الصحيح، وهي الاعتذار الوحيد للدماء التي سالت من أجل تحقيق حلم مصر الجديدة، فلماذا لا نبدأ من الصفر حتي نزيح الكوابيس ونتعلم من مرارة الأيام مهما كانت الصعاب ونتوافق لنحلق معاً، فمن الجنون أن نستمر في الخطأ مادام بوسعنا أن نحلّق، والعبرة بالخواتيم ومازالت الخاتمة مجهولة..!