أفراد القوات العسكرية المالية منتشرة فى الشوارع عاشت بعثة النادي الاهلي في مالي حالة من الذعر سيطرت علي الجميع فلم يتوقع احد ان تنقلب كل الظروف ضد الفريق سواء كانت الظروف الطبيعية او البشرية فمنذ قدوم البعثة الي باماكو وهي في مشاكل مستمرة واحداث متلاحقة بدأت بدرجة الحرارة المرتفعة خلال تدريبات الفريق مرورا بالرياح الترابية التي غطت البلاد يوم المباراة وادت الي تأخر سفر البعثة الي القاهرة لينتهي الوضع بالبعثة الي انقلاب عسكري ادي الي حبس الجميع داخل الفندق. جاء الأنفلات الامني علي عكس المتوقع تماما فمنذ وصول البعثة الي مالي لم يشعر احد بأن البلاد تمر بأزمة امنية؛ فالوضع كان مستقرا رغم غياب افراد الامن من الشوارع حتي نهاية المباراة الا ان هذا الوضع لم يستمر طويلا فبدون مقدمات ينقلب الوضع تماما قبل سفر الفريق الي تونس ب 11 ساعة حيث كان من المنتظر ان تغادر البعثة مالي في تمام الساعة الخامسة عصر امس الثلاثاء الا انه في تمام الساعة السادسة مساء سمع الجميع صوت انفجار قوي ودوي الرصاص ؛ في البداية ظن الجميع انها مجرد تدريبات يقوم بها الجيش المالي الا ان صوت الطلقات استمر طويلا واقترب من العاصمة لتسود حالة من الهلع في فندق البعثة الاعلامية المجاور لفندق بعثة الاهلي ورغم ان المسافة ليست طويلة بين الفندقين الا اننا لم نستطع الخروج بعد ان تلقينا تحذيرات امنية من السفارة المصرية وادارة الفندق بعدم الخروج بسبب خطورة الوضع. تحذيرات امنية وقد اجرينا اتصالا بالمستشار شادي الشرقاوي القائم باعمال السفير في مالي للوقوف علي حقيقة الوضع ومحاولة معرفة اي اخبار عن بعثة الاهلي لتأتي الاجابة بصعوبة الوضع وضرورة عدم التحرك خارج الفندق انتظارا للأوامر وبانه وصل الان الي فندق اللاعبين لكي يطمئن عليهم وشرح الموقف بالكامل. ومع صعوبة التواصل مع بعثة الاهلي تلقينا اتصالا من سيدعبدالحفيظ مدير الكرة بالنادي الاهلي يطمئن فيه علي حالة البعثة الاعلامية ووالوضع الأمني في الفندق ومدي قدرتنا علي الخروج للأنضمام الي بعثة الفريق في نفس الوقت دخل علينا القنصل المصري محاولا اخفاء توترة وراء ابتسامتة الهادئة ليعقد جلسة مع الطاقم الاعلامي يشرح فيها سيناريو الاحداث ؛ حيث اعترف لنا بان البلاد تمر الان بظروف امنية صعبة وان الانقلاب العسكري الذي حدث منذ فترة للاطاحة بالرئيس السابق أمادو توماني توريه يتكرر الان من اجل الاطاحة بالرئيس الذي كان يتولي منصب رئيس مجلس الشعب الحالي الذي كان من المنتظر ان يقوم بتسليم السلطة خلال اربعين يوما الا انه قرر مد تلك الفترة الي 12 شهرا بمساعدة دول غرب افريقيا مما ادي الي غضب الجيش وبدا في السيطرة علي الأماكن الحيوية في البلاد ومن ضمنها مطار باماكو والتلفزيون المالي. وشدد القنصل علي عدم خروج اي فرد من الفندق او محاولة تصوير ما يحدث حتي تمر تلك الازمة ؛ وانة من جانبه قام بفتح خط اتصال مع مصر والسفير المصري المتواجد الان في القاهرة بسبب اجرائه جراحة للوقوف علي اخر المستجدات وانه اخبر الخارجية المصرية بكل ما يحدث وينتظر قرارات رسمية وان هدفه الان هو حماية البعثة المصرية وانه سيغادر الفندق الان متوجها نحو السفارة المصرية للوقوف علي الوضع الامني. واضاف المستشار شادي انه كان علي الاتحاد الافريقي نقل مباراة الاهلي خارج مالي لانه علي علم بتلك الاحداث التي تدور الان في باماكو ؛ مشيرا الي انه طالب فريق انبي والذي من المنتظر ان يلعب مباراة في كاس الكونفيدرالية في مالي بمخاطبة الاتحاد الافريقي ونقل المباراة في دولة قريبة حتي تهدأ الاوضاع في باماكو. وبعد ساعة واحدة من اطلاق النار تم فرض حظر التجول وغلق جميع المحلات التجارية وامتلاء الشوارع بالحواجز الأمنية مع استمرار اطلاق النار علي فترات متبعدة. الاهلي بخير وبالاتصال بخالد الدرندلي رئيس بعثة فريق الاهلي في مالي اكد أن إطلاق النار بعيد عن بعثة الفريق، مشيرا الي انة يبحث الان مع حسن حمدي رئيس النادي الوضع بالكامل بعد غلق المجال الجوي والمطار. واضاف الدرندلي انه قد اعطي اوامره لجميع اللاعبين بعدم الخروج من الفندق لان الأمور داخله مطمئنة. غموض الموقف ومن جانبه، أكد سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالنادي الأهلي أن هناك غموض يسيطر علي الموقف الان في مالي والملامح غير واضحة في ظل الاشتباكات الدائرة بالمطار للسيطره عليه. واشاد مدير الكرة بدور السفارة المصرية التي تلازم البعثة الان مشيرا الي انه فور سماع اطلاق النار اغلق الفندق ابوابه تماماً وتم منع الخروج منة حيث كان من المفترض أن تتناول البعثة العشاء يوم الازمة في مطعم مجاور لكن الأمن منعهم من ترك الفندق. وتنتظر البعثة ما ستسفر عنه الساعات القادمة وما سيحدث من اتصالات حسن حمدي رئيس النادي بالمسئولين في القاهرة للتوصل إلي حل حتي يعود أعضاء الفريق من خلال تدخل المجلس العسكري، وارسال طائرة إلي السنغال أو كوت ديفوار تستقلها البعثة. ويأمل أفراد البعثة في هدوء الأوضاع والبحث عن طريق للتوجه إلي السنغال عقب سيطرة الموالين للرئيس المالي المخلوع علي المطار الرئيسي في باماكو والاذاعة المحلية، بالإضافة إلي عدم بث التلفزيون الرسمي للدولة أية أخبار. ومازالت الاتصالات مستمرة بين خالد الدرندلي رئيس البعثة وحسن حمدي رئيس النادي لمتابعة الموقف عن كثب، والاطمئنان علي أفراد البعثة، خاصة وأن القلق سيطر علي اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني.