وسط أجواء الشد والجذب السائدة الآن علي الساحة السياسية، ووسط صراع الرؤي، وتصادم الأفكار المشتعل بين جميع القوي والفاعليات السياسية، يبرز دور الأزهر كقلعة للحكمة، ومنارة للإتلاف والتوافق ورأب الصدع، والاتفاق علي كلمة سواء بين جميع الفرقاء، الذين هم في الحقيقة شركاء في الوطن الواحد، ومن المفروض ان ما يجمعهم أكبر كثيرا مما يمكن ان يفرقهم. ولا مبالغة في القول، بأن كل المحبين لمصر، والساعين لخيرها وصالحها، والمتطلعين لانطلاقها وتحقيق طموحات شعبها في الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية في ظل دولة ديمقراطية حديثة تقوم علي سيادة القانون والمساواة بين كل المواطنين، يأملون نجاح الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، في مهمته ومبادرته الوطنية، الداعية، للتوفيق بين جميع الاراء المختلفة، والرؤي المتفرقة، لصالح الوطن والأمة. وفي يقيني أن ما يقوم به الأزهر الآن، ليس هو دور الوسيط بين القوي والفاعليات والاحزاب المختلفة في الرأي والمتصادمة في الرؤية، ولكنه يقوم بدور الوعاء المتسع لاستيعاب جميع الافكار وكل الرؤي، والمرحب باستقبال جميع التوجهات، وكل الاجتهادات، وسط مناخ تسوده روح المودة والحرص علي المصلحة العامة، وصالح الوطن والمواطن، علي أمل أن تتغلب روح الوفاق علي روح الخلاف. والسؤال الآن، هل ينجح الأزهر في مسعاه التوفيقي، رغم ما نشهده من احتدام الخلاف في الرأي بين مجموعات الاحزاب والفاعليات والقوي اليسارية والليبرالية في جانب، وبين الجماعات والاحزاب والائتلافات ذات المرجعية الدينية في الجانب الآخر، حول المباديء الاولية أو الاسترشادية، أو الحاكمة، أوغير الحاكمة للدستور؟!. اعتقد أن الاجابة لن تتأخر كثيرا. »ونواصل غدا إن شاء الله«