مصر هي الخاسرة، وهي الضحية، والمجني عليها، نتيجة هذا الذي يحدث الآن في ميدان التحرير، وبقية الميادين والشوارع، فهي التي تدفع الثمن غاليا من دم أبنائها وأرواح شبابها، وتعطل دولاب العمل بها، وتوقف الانتاج في مؤسساتها وشركاتها، وتراجع اقتصادها،..، و،..، و ،..، وغير ذلك كثير وكثير. هذه هي الحقيقة المؤكدة وسط دائرة العنف وموجات الغضب ، وكرات اللهب المشتعلة في كل مكان، ووسط حالة القلق والتوتر والإحتقان التي تسيطر علي الجميع، وحالة الشك، وعدم اليقين، التي تنتاب البعض من أبناء الوطن تجاه مواقف وتوجهات وأفعال البعض الآخر، وحالة الضبابية، وعدم الوضوح التي أصبحت تحجب الرؤية الصحيحة لما يجري، وماهو قادم. ليس هذا فقط، بل ما يزيد من مرارة الواقع، وقتامة الصورة، هو ما نشهده ونسمعه من اتهامات متبادلة بين جميع الأطراف، وكل القوي، وكافة الفرقاء المتزاحمين والمتصارعين علي الساحة السياسية الآن، وطوال الشهور الماضية،..، وما نشهده ونراه من خلاف حاد وصراع مشتعل بينهم حول كل القضايا وجميع الأمور. وما يزيد الأمر سوءاً، وما يصل به الي ذروة المأساة أن كل طرف من هذه الأطراف، يحاول الآن جاهداً أن يلقي علي الآخر تبعة الحال التي وصلنا إليها، ويحمله مسئولية عدم تحقيق الثورة لأهدافها، ويتهمه بأن مواقفه وأفعاله هي التي أدت بنا الي ما نحن فيه الآن،..، بل والأكثر من ذلك يتهمه بأنه وراء كل السلبيات التي وقعت والأخطاء التي حدثت. وفي هذا الإطار المؤسف، رأينا القوي، والأحزاب الليبرالية، تتهم الأخوان وحزبها، والقوي والأحزاب السائرة في ركابها من السلفيين وغيرهم، بأنهم اختطفوا الثورة، ويريدون السيطرة علي البلد والاستحواذ علي البرلمان والحكم، وأنه لولا مليونية الجمعة 18 نوفمبر، ما كان ما جري ، ولا كان ما حدث. ورأينا في ذات الوقت الإخوان ومن معهم يتهمون القوي والأحزاب الليبرالية بأنهم المسئولون عما حدث لخوفهم من خوض الانتخابات القادمة، والرغبة في تأجيلها، حتي لاتكشف عن ضعف وجودهم، وقلة تأثيرهم في الشارع ولدي الجماهير. ورأينا هؤلاء وأولئك يلقون باللوم علي الحكومة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة، بأنهم هم المسئولون عن كل هذا الذي يجري. ووسط ذلك كله.. مصر هي التي تدفع الثمن. »ونواصل غداً إنشاء الله«