إبراهيم سعده توجّه الناخبون الفرنسيون اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم لصالح من يختارونه من بين عشرة مترشحين رئيساً محتملاً لبلادهم . المعركة الانتخابية شغلت الفرنسيين خلال الشهور الأخيرة من خلال التغطية الإعلامية الهائلة لما قاله وفعله كل المترشحين الحالمين بالإقامة في قصر الإليزيه. المترشحون العشرة صالوا وجالوا في طول البلاد وعرضها للقاء المواطنين وطرح برامجهم، وإطلاق وعودهم، والأهم منها: التشهير بالرئيس الحالي نيكولا ساركوزي الذي يخوض المعركة الانتخابية معهم أملاً في إعادة انتخابه لفترة رئاسية تالية. القاسم المشترك الأعظم في برامج 9مترشحين كان الهجوم علي ساركوزي واتهامه بالفشل في كل شيء وأي شيء خلال سنوات حكمه، لدرجة أن بعضهم أعد قائمة طويلة لإخفاقاته وأكاذيبه الموثقة بتصريحاته، وقراراته، وتغيّر مواقفه لقيت صدي كبيراً بعد نشرها تحت عنوان مثير »600 سبب لرفض ترشيح ساركوزي«. ولم يقف ساركوزي ساكتا أمام هذه الاتهامات التي تبدأ بإدمانه الكذب ألف مرة ومرة، مروراً علي مسئوليته المباشرة عن كل الأزمات التي يعاني الفرنسيون منها، وانتهاء باتهامه باستغلال النفوذ والعنصرية والتنكر لقيم ومبادئ فرنسا! سخر ساركوزي من كل هذه الاتهامات وشن هجماته ضد المنافسين التسعة وأبرزهم فرانسوا هولاند عن الحزب الاشتراكي والذي توقعت كل استطلاعات الرأي فوزه بالرئاسة. انشغال الأحزاب علي مدار الساعة..لأسابيع وشهور بالمعركة الانتخابية الطاحنة، لا يجد اهتماماً مماثلاً من عامة الفرنسيين الذين كما كتب أحد المحللين السياسيين "لا يشغلهم ولا ينغص عليهم حياتهم إلاّ كلمة واحدة: الأزمة المالية التي يعانون منها:فقراً وعجزاً وبطالة«. ويبدي المحلل السياسي دهشته من عدم تركيز أقوال وبرامج المترشحين علي طرح وسائل وخطط إنقاذ الاقتصاد الفرنسي قائلاً: "رغم أن الأزمة المالية تقض مضاجع الاقتصاد الفرنسي بيد أنها لم تحظ بالقدر المناسب من المعالجة في الحملات الانتخابية للمرشحين، وبدا واضحا في نظر الكثير من المواطنين الفرنسيين أن هذه الحملات تشوبها أزمة أفكار وفقدان برامجها للحماسة والتطلع". علي موقع "فرنسا / 24" قرأت تلخيصاً لأهم القضايا الكبري التي طرحت في المعركة الانتخابية أبرزها الاقتراح الذي طرحه المترشح الاشتراكي هولاند بفرض ضرائب علي الدخل تصل إلي 57٪ سنوياً علي من تتعدي دخولهم المليون يورو(..) إلي جانب إعادة النظر في تقييم الحد الأدني للأجور، وخلق فرص عمل جديدة. أما اليمين الفرنسي بجبهتيه الاتحاد من أجل حركة شعبية، والجبهة الوطنية فقد ركّز علي موضوعي: الهجرة وتداعياتها علي المجتمع الفرنسي، وظاهرة التطرف الإسلامي". الموضوع الأخير كان نقلاً عن الموقع الإخباري الفرنسي "من أكثر المواضيع تداولا في وسائل الإعلام مؤخرا، بعدما وجد اليمين الفرنسي مبتغاه في قضية الفرنسي، من أصل جزائري، محمد مراح ليهول ويضخم من تأثيراته وخطره علي فرنسا". مثال علي ذلك: قام ساركوزي بتنظيم مؤتمر انتخابي حضره أكثر من ستين ألفاً من أنصاره تحدث فيه عن نجاح جهاز الأمن في تصفية الإرهابي محمد مراح الذي قتل عددا من الجنود الفرنسيين والأطفال اليهود، وما تبع ذلك من إجراءات ضرورية وحاسمة للتصدي لإرهاب المتشددين، وحماية الفرنسيين، وهو ما لقي ترحيباً وتصفيقاً من الحاضرين كما أضاف لساركوزي نقطة أو نقطتين في استطلاعات الرأي التالية. مترشحة اليمين المتطرف: مارين لوبن خشيت من اقتناع بعض أنصارها بموقف خصمها ساركوزي فبادرت بمهاجمته عبر وكالة الأنباء الفرنسيةً قائلة: "اعتقد ان نيكولا ساركوزي لا يملك اي فرصة للفوز مجددا بالانتخابات لانه خان الفرنسيين بنسب تاريخية، وخصوصا لانه لا يخجل من ذلك ويكرر الاحتيال نفسه ظنا منه ان الفرنسيين أغبي الاغبياء (..). ومن جانبه غيّر مترشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند شعار حملته القائل "الآن .. حان وقت التغيير" إلي شعار:"الآن .. سنطرحه أرضاً " في إشارة لغريمه الرئيس ساركوزي. ساعات معدودة سنتعرف بعدها علي نتيجة المرحلة الأولي لسباق الإليزيه.