علي كل مرشح لرئاسة الجمهورية أن يحترم مصر والمصريين.. »الإهانة غير مقبولة من أي مرشح«.. احترام وطن واحترام مواطن واحترام العلاقات بينهم هو أساس التقدم والديمقراطية حتي لو اختلف طرف أو آخر في دين وعقيدة، أو رأي وتوجه، أو رؤية واستراتيجية، أو سياسة وبرامج.. أساس الاحترام هو احترام الاختلاف.. هو احترام الأضعف صوتا، والأفقر مالا، والأكثر أمية، والأكبر سنا، والأقل حظا، والأشد اختلافا.. الاحترام للآخر هو احترام للمجتمع واحترام للنفس.. هو احترام للحق المطلق بما فيها حق الوطن والمواطنة وجميع الحقوق الإنسانية.. سعدت بزخم الترشيحات لرئاسة الجمهورية.. وسعدت أولا: بأن أري في وطني مئات يري كل منهم أنه يمكن له أن يشرف بخدمة المصريين وبرغبة الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، وثانيا: سعدت بأن تحقق ذلك ل 32 مصريا قدموا أوراقهم للجنة العليا للانتخابات وكان هذا الحق حلما »للمواطنة« عبر التاريخ للمصريين والتي لم تر غير فراعنة علي عرش إما ملكية وإما جمهوريات ملكية تحت لافتات ديمقراطية، وثالثا: سعدت بتعامل حضاري بين معظم المرشحين (وليس جميعهم) وهذا يشير إلي مقومات حميدة وتربية وأخلاق وتعليم وتأهيل طيب لدي البعض منهم، ورابعا: سعدت بإشراف القضاء المصري وأنا من المتحيزين إلي مؤسسته ورجاله وشرفه ونزاهته وصلابته وأيضا وطنيته الصادقة وثورته للإصلاح والتصحيح والتغيير عبر الأجيال.. ومن جهة أخري احترم حق كل مصري من رغب في الترشيح ومن تقدم بالفعل لهذا الترشيح ومن احترم قواعد وأسلوب الترشيح والإشراف عليه والتعامل مع زملائه المرشحين واحترامه للمصريين.. واحترمت وسأحترم قضاء مصر ورجاله كأحد ركائز الدولة المصرية مثلما احترم وسأحترم جميع أعمدة الدولة من حكومة وقضاء وأمن وجيش وإعلام وأحزاب.. وأقر وأعترف بأن ما تراه علي الساحة ليست ثورة 52 يناير التي آمنت بها وشاركت فيها من أجل تقدم وازدهار وبناء وسعادة وحرية وكرامة وطن وشعب.. ما نراه هو محاولات ومخططات لاغتصاب ثورة والاستيلاء علي وطن وتدمير للمصريين.. احترمت عبر السنين كل من علي الساحة من ليبراليين واشتراكيين، واخوان وسلفيين، ووسط ورأسمالية اجتماعية واحترامي لحق كل منهم في المشاركة لخدمة الوطن في إطار الديمقراطية والحرية.... احترمت هذا الحق عبر جميع العصور لكل المصريين وسأظل احترمه في كل المواقف لكل المصريين.... ولكن حينما يخرج السيد/ خيرت الشاطر »المرشح للرئاسة« لينادي بالجهاد بالدم والكفاح المسلح فإن هذا لا يليق بمرشح للرئاسة وبممثل لجماعة عريقة مثل الاخوان المسلمين ذات التاريخ الوطني الكبير منذ الشيخ حسن البنا.. هذه »سقطة تاريخية«.. في حق الوطن والمصريين. الاخوان المسلمون هم جزء لا يتجزأ من الوطنية المصرية ولكنهم ليسوا كل الوطنيين المصريين.. وحين يخرج ممثلهم للدعوة للجهاد بالدم والكفاح المسلح يجب تداركها فورا.. وأن يتم الاعتذار للوطن ولكل المصريين بل الاعتذار لكل الاخوان المسلمين ذوي المبادئ والقيم والذين أعرف وأعتقد ان معظمهم تركوا وتابوا عن رفع السلاح يوم أن اختاروا الديمقراطية طريقا.. وإلا فإن ما نراه وبكل وضوح سيقود مصر إلي مرحلة سوداء من الإرهاب السياسي والحرب الأهلية.. عرفت المصريين رجالا وثوارا.. يصبرون ولكن لا يموتون.. وعلي الشاطر »الاعتذار لمصر والمصريين«.. وهناك عشرات من الاخوان أو غيرهم أكثر حكمة وقدرة لشرف خدمة الوطن علي كرسي الرئاسة.. الشعب يريد حكماء للرئاسة.. الشعب لا يريد عنترية أو إرهابا أو ديكتاتورية سواء كانت دينية أو عسكرية أو سياسية.. علي الجميع احترام الوطن واحترام القضاء واحترام المصريين.. وإلا فعلي المصريين اللجوء للقضاء وإعادة كل من يدعو لقتل أخيه المصري أو الإضرار به للعدالة الناجزة.. لا للإرهاب.. لا للإرهاب السياسي.. ولا للإرهاب الديني.. ولا للإرهاب الوطني.. ولا لإرهاب الشرفاء المصريين.. فقد قامت ثورة 52 يناير من أجل حرية وكرامة وسلامة وأمان ووحدة وأمل وحب لكل المصريين.