هل كان قرار البابا شنودة الثالث بحظر زيارة الأقباط الي القدس قرارا شخصيا، وموقفا يخصه وحده، حتي يندفع الأقباط (أكثر من ألف قبطي) للسفر الي القدس وزيارة قبر المسيح، بمجرد وفاة البابا ؟ سؤال قبل أن يكون دينيا فهو سؤال سياسي، وموقف صادم يكسر الإجماع الوطني المصري العام ، بمنع السفر الي اسرائيل..!! الجدل الذي اثارته زيارة الداعية الإسلامي الحبيب الجفري هذا الأسبوع للقدس، أثارته بنفس القدر زيارة الأعداد الهائلة من الأقباط -هذا الأسبوع- أيضا الي القدس.. كسرت قرار البابا شنودة الذي أعلنه عام 1979بمنع زيارة القدس، واعتبار الزيارة تطبيعا، وتأكيده علي مساندة الكنيسة للقضية الفلسطينية، وعلي أن الاقباط لن يدخلوا القدس الا مع إخوانهم المسلمين بعد تحريرها.. كسرالأقباط الذين سافروا الي القدس أيضا إجماعا وطنيا عاما ، لا يزال المصريون يتمسكون به ، ويحافظون عليه ثقافيا ودينيا، فالقدس قبلة المسلمين والمسيحيين ، ولن يدخلها العرب الا وهي محررة. الكنيسة الأرثوذوكسية وأعضاء المجمع المقدس،عبرت عن رفضها زيارة الأقباط للقدس، مؤكدين أن قرار البابا شنودة هو نفسه قرار المجمع المقدس، وقرار الكنيسة، ومن المقرر توقيع عقوبة علي المخالفين للقرار. الكنيسة الكاثوليكية في مصر لا تمانع الزيارة ، وان كانت قد نفت تنظيمها لرحلات السفر الي القدس.. بعض الأقباط يرون أن كسر القرار بمنع السفر، هو مجرد مخالفة سياسية ، وليس مخالفة دينية!! وأن مساندة القضية الفلسطينية ، لا تعني الحرمان من زيارة قبر المسيح ،والحصول علي البركة.. يبدو أن غياب البابا شنودة، يفتح أبوابا عديدة للاختلاف والخلاف أيضا..