تواصلت المعارك أمس بين قوات السودان وجنوب السودان لليوم الثاني علي التوالي في مناطق الحدود المتنازع عليها، مما ينذر بعودة شبح الحرب الشاملة بين الدولتين. وقال عسكريون في جنوب السودان إنهم يسيطرون علي مواقع في منطقة "هجليج" النفطية ردا علي هجوم الخرطوم عليها برا وجوا. بينما هددت حكومة الخرطوم باستخدام كل الوسائل والطرق المشروعة لصد عدوان الجنوب. واعترف المتحدث باسم الجيش السوداني، الصوارمي خالد سعد، بأن قواته منيت بهزيمة بالقرب من هجليج وتراجعت شمالا. واضاف ان " جنود الجنوب دخلوا هجليج وسيطرو علي حقل النفط وطردوا القوات السودانية من المنطقة التابعة رسميا للسودان. وحذرت الخرطوم،دولة جنوب السودان من الاصرار علي العدوان واعتماد اسلوب الحرب مؤكدة ان ذلك لن يعود عليها وعلي شعبها الا "بالخيبة والخراب". وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت منذ أسبوعين ووصفت بأنها من الأسوأ بين الخرطوموجوبا منذ انفصال جنوب السودان في يوليو الماضي مما ادي الي تعثر مفاوضات الملفات الشائكة بين الدولتين التي يتوسط فيها الاتحاد الافريقي. وكان برنابا ماريال بنيامين، وزير الاعلام في جنوب السودان، قد اتهم القوات السودانية بالتقدم نحو مواقع بترول تابعة للجنوب في ولاية الوحدة. كما اتهم الوزير الخرطوم بشن غارات جوية علي جنوب السودان مما ادي الي اصابة عدد من المدنيين. في المقابل حذر ربيع عبد العاطي مستشار وزير الإعلام السوداني حكومة جوبا من اقحام المنطقة في حرب شاملة. وفي الوقت نفسه، تقدمت الخرطوم بشكوي الي مجلس الامن ضد انتهاكات الجنوب وطالبت الاممالمتحدة بالتدخل العاجل لحل الازمة. وقال سفير السودان لدي الاممالمتحدة، دفع الله الحاج علي عثمان، انه طالب الاممالمتحدة بالتدخل لدي جنوب السودان واجبارها علي سحب قواتها من اراضي السودان فورا وبدون شروط منعا لنشوب حرب شاملة، وان تتحمل حكومة جوبا المسئولية عن اي خسائر بين المدنيين الذين تم ترويعهم جراء اعتدائها. وفي تطور لاحق اعلن برلمان الخرطوم التعبئة العامة وقرر وقف التفاوض مع الجنوب وسحب الوفد المفاوض من اديس ابابا، بينما دعا برلمان جنوب السودان السكان للاستعداد لللدفاع عن انفسهم حال قيام السودان بشن حرب ضدهم.،