منذ 02 عاما قال جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي (آنذاك) : حينما يكون اصدقاؤنا في اسرائيل جادين تجاه السلام عليهم ان يتصلوا بنا في رقم »4141654 202 1«. كان بيكر يتحدث علي الملأ في لجنة استماع بالكونجرس وكان الرقم يعرفه الحاضرون ويعرفه ايضا رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت اسحق شامير.. انه رقم البيت الابيض! مازال الرقم كما هو لم يتغير ومازال الاسرائيليون غيرجادين- بل غير راغبين- في تحقيق السلام. الذي تغير هو موقف الادارة الامريكية. ادارة بوش الاب، ضغطت علي حكومة اسرائيل، وسخرت منها علنا علي لسان بيكر، وأجبرت اسحاق شامير علي حضور مؤتمر مدريد للسلام بعدها بعام واحد فقط، ولعلنا نذكر ان المؤتمر انعقد بمشاركة وفد فلسطيني لاول مرة في تاريخ القضية ودشن عملية السلام واطلق المفاوضات العربية الاسرائيلية علي اساس مبدأ الارض مقابل السلام. ادارة اوباما، يبدو انها وعت الدرس الذي تلقاه بوش الأب عندما تكاتف ضده اللوبي الصهيوني وحرمه من الفوز بولاية ثانية واسقطه امام بيل كلينتون. لم يجرؤ أوباما أن يضغط علي رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ليقبل استمرارسريان قرار تجميد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لم يستطع مجرد اقناعه بتمديد القرارولو دون اعلان قبيل قمة واشنطن الخماسية حتي يمكن غداة انعقادها اطلاق المفاوضات المباشرة. ابتلع اوباما الاهانة واستدار ليسحق بضغوطه الحلقة الاضعف وهي الجانب الفلسطيني، ويجبره علي حضور قمة واشنطن دون شروط والعودة الي مائدة المفاوضات المباشرة من غيرضمانات.وذهب الرئيس الفلسطيني الي واشنطن مضطرا حتي لايطرد من رحمة امريكا، وجلس مرغما علي مائدة المفاوضات حتي لايتهم بانه يعرقل عملية السلام. الاكثر من ذلك.. أن مبعوث اوباما لعملية السلام جورج ميتشل اعلن عقب استئناف المفاوضات ان رؤية امريكا تقوم علي انشاء دولة اسرائيلية يهودية ودولة فلسطينية. ومعني كلام ميتشل عن يهودية اسرائيل ليس فقط اهدار حق العودة للاجئين الفلسطينيين وانما تمهيد الطريق لعملية تطهير عرقي/ ديني في اسرائيل، وطرد سكانها العرب المسلمين والمسيحيين. يوم الاحد القادم. سوف تنتهي مدة سريان قرار تجميد المستوطنات اليهودية.. الارجح ان نتنياهو لن يمدد القرار، واذا مده بعض الوقت وهو امر مستبعد فسوف يعود مجددا لمواصلة بناء المستوطنات، ولو استجمع الرئيس ابومازن شجاعته واعلن الانسحاب من المفاوضات احتجاجا علي موقف نتنياهو، فسوف تلقي عليه ادارة اوباما مسئولية تقويض السلام. وقتها لن نندهش اذا خرجت السيدة هيلاري كلينتون بتصريح توبخ فيه الرئيس الفلسطيني وتقول: حينما تكون جادا تجاه السلام وتعترف باسرائيل كدولة يهودية، راسلنا علي العنوان التالي »0061 طريق بنسلفانيا واشنطن«.. إنه عنوان البيت الابيض!