تراجع الرئيس اوباما عن موقفه المتشدد تجاه اسرائيل بسبب الاستيطان، بعدما تحرك اللوبي اليهودي في نيويوركوواشنطن والذي تمثله منظمة ايباك واعضاء من الحزب الجمهوري في الكونجرس؟ فالواضح ان الرئيس الامريكي قد خفف من حدة لهجته وغضبه من الاهانة التي وجهتها اسرائيل الي الولاياتالمتحدة وإلي حد انه قال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: انه لا ازمة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل وان لدينا رابطا خاصا مع الشعب الاسرائيلي لن يزول! ولو انه اعترف بوجود اختلاف بينهما حول الطريقة التي يمكن من خلالها دفع عملية السلام.. وعلي حد قوله: إن الاصدقاء يختلفون في بعض الاحيان!. ويبدو ان اوباما ادرك انه لا يستطيع المضي في مواجهة الغضب اليهودي من اصدقاء اسرائيل ولا يمكنه الصمود طويلا امام الضغوط في الكونجرس خصوصا مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، وقد انتهز السناتور جون ماكين منافس اوباما في انتخابات الرئاسة الاخيرة لكي يكسب ود اسرائيل وتزعم حملة المعارضة لأسلوب اوباما في معالجة الازمة.. ولذلك شرح اوباما انه أوفد نائبه جو بايدن الي اسرائيل بهدف نقل رسالة لها مفادها ان امنها مقدس بالنسبة له وان هناك مصالح مشتركة بين الطرفين، كما ان الزيارة كانت تهدف الي بدء المحادثات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل!.. وفي ذات الوقت كان تراجع اوباما محسوبا وانتقد تصرف وزير الداخلية الاسرائيلي بالاعلان عن بناء المستوطنات وان ما قام به لم يساعد علي احراز تقدم في عملية السلام، وان نتنياهو اعترف بذلك واعتذر، وطالب اوباما الطرفين بخطوات تضمن اعادة بناء الثقة! وكذلك هيلاري كلينتون قالت في مؤتمر إيباك: أن قرارات البناء الإسرائيلية في القدسالشرقية تقوض جهود السلام.. ودعت إسرائيل إلي القيام بخيارات صعبة إنما ضرورية للسلام!. هكذا تم احتواء الازمة من ناحية الادارة الامريكية وتجنب اوباما التصعيد مع اسرائيل حتي لا يدخل في مواجهة علنية مع اللوبي اليهودي، ولذا حدث التراجع رغم فورة الغضب الحادة من جانب اوباما وكلينتون علي الاهانة بسبب اعلان اسرائيل عن بناء 0061 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقية اثناء زيارة بايدن، وكان نوعا من التحدي السافر، ورغم غضب اوباما وحدة كلينتون الا ان اسرائيل كانت علي ثقة بأنه لايمكن للادارة الامريكية الوقوف امام ضغوط اللوبي الموالي لها في واشنطن!. وبالنظرة المتعقلة للسياسة الامريكية فان ذلك التراجع كان متوقعا وله سوابق عديدة، وكان علي العرب والفلسطينيين ألا يبالغوا في التفاؤل من الغضب الامريكي علي اهانة اسرائيل وبحيث يصل الي درجة الانحياز للجانب الفلسطيني في مسألة تجميد الاستيطان، وان يدركوا ان العلاقة الاستراتيجية بين امريكا واسرائيل لن تتأثر كثيرا برد فعل غاضب من اوباما، وسرعان ما سيبتلع تلك الاهانة.. وبينما يمضي نتنياهو في ألاعيبه وبناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في القدسالشرقية وهو يقوم بالالتفاف حول الموقف الامريكي وتخفيف وتيرة الاستيطان.. فهو يعلم ان ظهره ليس مكشوفا والغطاء اليهودي قائم في واشنطن.. وان كان يتظاهر بالموافقة علي المفاوضات وحل الدولتين!. لقد ادانت الرباعية الدولية في اجتماع موسكو الاستيطان وطالبت اسرائيل بايقافه وكانت هيلاري حاضرة وايدت ذلك الموقف.. ولكن نتنياهو لا يعطي اهتماما لذلك وما يهمه هو الموقف الامريكي واليمين المتطرف في حكومته، ولذلك يتجه الي واشنطن لمقابلة اوباما ومحاصرة الازمة في العلاقات.. حتي يكفي علي الخبر ماجورا وكأن شيئا لم يحدث!.