لم يتغير الموقف الذي اعلنته الولاياتالمتحدة منذ بدء الصراع بين اسرائيل وحزب الله والذي يدعو إلي وقف اسرائيلي لإطلاق النار، عندما يمكن أن يكون ذلك دائما. بمعني أن الولاياتالمتحدة تدعم وقف اسرائيل لاطلاق النار فقط بعدما يتم إضعاف حزب الله لدرجة لايشكل عندها أي تهديد للدولة العبرية. ويتعارض الموقف الأمريكي مع مواقف عدد من الدول الأوروبية، والتي طالبت بوقف فوري لإطلاق النار من قبل اسرائيل. والأسباب وراء هذا التناقض في المواقف بين الولاياتالمتحدة وأوروبا معقدة، ولكن ينظر كثيرون إلي قوة اللوبي الاسرائيلي في أمريكا كسبب رئيسي في مواقفها. وتعتبر لجنة العلاقات الأمريكية الاسرائيلية (آيباك) أحدي أقوي المنظمات التي تسعي لتأمين الدعم الأمريكي لإسرائيل. وتأسست آيباك قبل أكثر من 50 عاما مضت، ولكن أعضاءها اليوم يزيدون عن مائة ألف في اكثر من 50 دولة حول العالم. وتجتمع آيباك بصورة منتظمة مع أعضاء من مجلس الكونجرس الأمريكي وتقدم تحليلات لنتائج التصويت التي يحصل عليها أعضاؤه. وغير بعيد عن كون آيباك اكبر مؤسسة داعمة لإسرائيل في الولاياتالمتحدة، توجد تنظيمات أخري تمثل المصالح اليهودية في البلاد، وكثيرا ما تتوافق تلك المصالح مع مصالح اسرائيل. ويقول وليام داروف، وهو يمثل اتحاد الجمعيات اليهودية، وهي مظلة للجماعات اليهودية في امريكا، إنه "ليس بالمؤامرة الكبري ان نجتمع في السابعة صباحا في احد الكهوف ونناقش استراتيجيتنا." "نتحدث بالطبع مع الجماعات اليهودية الأخري عن اسرائيل، ولكن ليس لدينا برنامج مشترك". اسرائيل هي الأمة الوحيدة التي يؤمر المسيحيون بالصلاة من أجلها في الانجيل القس الإنجيلي جون هاجي واتحاد الجمعيات اليهودية هو احد عدة منظمات تدعم المصالح الإسرائيلية في واشنطن. ونشر ستيفن والت، وهو أستاذ في جامعة هارفارد، بالاشتراك مع زميل له بحثا يحدد فيه مايري أنه تأثير للوبي الاسرائيلي علي سياسات الولاياتالمتحدة. وقال ل بي بي سي في مقابلة معها: "يمكنهم ان يساعدوك، أو أن يضروك، إذا كان ما تنادي به يروق لهم أو العكس". ويستمد اللوبي الاسرائيلي بعض القوة من تأثيره علي مجري الانتخابات الأمريكية. ولا يشكل الناخبون اليهود أكثر من 3 بالمائة من مجموع الناخبين الأمريكيين، ولكنهم يشكلون كتلة تصويتية مهمة. وطالما صوت الأمريكيون اليهود لصالح الحزب الديمقراطي ولكن ثمة دلائل تشير إلي تغير ذلك. فعلي مر ال 20 سنة الماضية، ظهر جيل جديد من الناخبين اليهود الذين ينقسم هواهم ما بين الديمقراطيين والجمهوريين. وفي عام 2000، كان تصويت اليهود في ولاية فلوريدا الأمريكية عامل حسم في فوز الجمهوريين بالحكم في الولاياتالمتحدة. وليس هذا هو الدعم الوحيد الذي تتلقاه اسرائيل. ماذا أيضا؟ فالمسيحيون الأنجيليون، ويمثلون كتله تصويتية هائلة يدعمون اسرائيل أيضا. ويصنف واحد أو أكثر من بين كل ثلاثة أمريكيين علي أنه مسيحي انجيلي. وفي شهر يوليه، قاد القس جون هاجي وفدا قوامه 400.3 عضو للكونجرس تأييدا لإسرائيل. ويقود هاجي جماعة تسمي "مسيحيون متحدون من أجل اسرائيل" وهي تنظر لدعم اسرائيل كواجب ديني. وقال في مقابلة اجريت معه مؤخرا إن "اسرائيل هي الأمة الوحيدة التي يؤمر المسيحيون بالصلاة من أجلها في الانجيل". واضاف "ولأن الانجيل هو بوصلة عقيدتنا، فنحن نتبع ما يقول. وكل معاد للسامية سيخلد في جهنم بعيدا عن الرب". ومن الواضح أن اللوبي المساند لإسرائيل في امريكا أقوي من مثيله في اوروبا. وليس عجبا أن الدعم الذي تتلقاه اسرائيل من الولاياتالمتحدة أكبر حجما من ذلك الذي تقدمه اي دولة أخري. فكل عام، يتم ضخ ثلاثة مليارات دولار أمريكية في شكل مساعدات اقتصادية وعسكرية إلي اسرائيل، التي ظلت علي مدي 30 عاما أكبر متلق للدعم الأمريكي. الاختبار ويبدو التوجه السياسي السائد في الولاياتالمتحدة داعما لإسرائيل، ولكن وبرغم ذلك، لا يمثل هذا رأي الأمريكيين جميعا. فقد نشرت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية ذائعة الصيت مؤخرا استبيانا أظهرت خلاله أغلبية بسيطة من الأمريكيين ميلا لمسائلة الحكومة حول دعمها لإسرائيل في حربها ضد حزب الله اللبناني. وإذا ما اثر ذلك في دعم أعضاء الكونجرس لإسرائيل فإن قوة اللوبي الاسرائيلي في امريكا ستكون موضع تساؤل.