من أجل أن نصل الي ما وصل إليه العالم اليوم ونتسلق عنصر الزمن الذي يصعد يوما عن يوم الي ما آلت اليه العلوم والتكنولوجيا التي بدأت تستنسخ كل ما يتعلق في حياتنا علي أن يتوافق مع الغد القادم الذي سوف يسود العالم ككل دون استثناء، لذا لا يجوز أن نبقي كما نحن خارج بوتقة العلم وألا نستسلم لذلك المألوف الذي كان ولازال مفروضا علينا بأنماطه البالية التي كانت وليدة حقب سلفت صنعتها اسلاف سبقت، ومن كان قبلها كي نسير علي نفس الطريق الذي سلكه هؤلاء الاسلاف والعالم في قمة العلوم والعطاء من المؤسف ان ننظر الي الماضي التليد لتلك الحقب السحيقة التي انقرضت اليوم في وقت تسود فيه التيارات الفكرية والمستجدات التي آلت علي مجتمعاتنا وفرضت افرازات مفاهيمها علينا، لذا لابد لنا من أن نتواكب مع كوكبتها لعلنا نخترق تلك العولمة المستحدثة، كي تتجاور مفاهيمنا مع عالمنا الذي نحياه دون أن نحاول عبثا الانفصال عنه مهما كانت المسببات والدوافع والمبررات وإلا غرقنا في بحر من الطوفان ولا نستطيع التحكم في مجداف مركبنا، ولا العوم إذا ما غرقنا في بحر المستجدات وحداثتها، ونحن علي وضع غير مهيئين ولا مؤهلين للعولمة فكيف لنا ان نقف أمام هذا الزحف الافقي الجارف المتعدد الجنسيات. فما الخطوة المقبلة التي يجب علي الدول النامية وأعني هنا الدول الفقيرة ان تخطوها علي ضوء هذا الاجماع وحيال هذه الاستراتيجية الجديدة أمام وضع دمج الشركات العملاقة بعضها في بعض. ان جميع هذه الدول النامية افريقية كانت أو عربية تقف مكتوفة الايدي لأن لكل دولة منها مناخها السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعوق تحولها وفق هذه المنظومات الزاحفة الي الهيمنة والسيطرة علي اقتصاد العالم ككل ولاسيما الدول النامية لكل دولة ظروفها المختلفة وقدراتها المالية المتفاوتة المتباعدة، ناهيك عن الامكانات والقدرات، فمن هذا المنطلق لا يمكن أن تلتحم وتتلاقي هذه الدول في بوتقة واحدة أو اتحاد مثل دول السوق الاوروبية المشتركة لأن اوروبا لا ريب انها مشتركة ومتقاربة في حقول شتي اقتصادية وتجارية وصناعية وفكرية وثقافية قبل قيام الاتحاد الاوروبي، واهمها تكنولوجيا التقنيات والمعلومات والعلوميات خلاف ما نحن عليه ولهذا يظل السؤال مطروحا وغدا ستجيب عليه الأيام، يا هل تري ماذا سيستجد غدا لبلورة هذه العلوم وأين يكون موقعنا منها في هذا العوم الذي يزداد يوما بعد يوم اكثر تقنية وفكرا نحو مستجدات الغد القادم بعلومه ومستجداته وافرازاته المعلوماتية التي بدأت تحيط العالم في كل واد دون ان تستثني أو تستبعد أي بقعة من بقاع العالم إلا اذا كان اهلها يتهربون من هذه الكوكبة العلمية التي تفرز الماضي الدفين نحو مستجدات يقدم عليها العالم المتقدم بكل امكانياته نحو صناعة يوم جديد يحمل في طياته المستجدات التي تصل به الي عالم الفضاء وغيره من علوم التقنية والتكنولوجيا التي باتت ضرورة من ضروريات الحياة ولا يمكن لأي أمة ان تحيا دون أن تلحق بهذه الكوكبة التي تعطي افرازاتها ومعطياتها نحو صناعة غد مشرق لما توصل اليه الانسان الحديث في العالم وتكون هذه العلوم علوما غير مجزأة علي بقعة دون أخري من الكرة الأرضية لابد أن تلتحم وتكون علوم واحدة لا تفرق بين عربيا أو اوروبيا أو امريكيا لان كله يسير نحو الغد ليتناول من معطياته وافرازاته ومنافعه علي البشرية جمعاء. كاتب المقال : عضو اتحاد كُتاب العرب