واجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس غضبا شعبيا احتجاجا علي سياساته الاجتماعية والاقتصادية. ونظم الآلاف من العمال الفرنسيين اضرابات ومظاهرات في جميع انحاء البلاد دعت إليها خمس نقابات واعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية »بي بي سي«، ان ساركوزي وضع نفسه في مأزق جديد مع انطلاق الاضرابات التي ستصيب حركة السفر والسكك الحديدية بالشلل في جميع انحاء البلاد. وفي مسعي لتجميع صفوف حزبه خلال ما تبقي من ولايته، أجري ساركوزي تعديلا حكوميا محدودا شمل وزيرا مثيرا للجدل منخرطا في خطة لاصلاح نظام المعاشات وذلك غداة هزيمة قاسية لحزبه الحاكم »الاتحاد من أجل حركة شعبية« أمام المرشحين الاشتراكيين وحلفائهم من اليسار. وظل رئيس الوزراء فرانسوا فيون الذي يحظي بشعبية علي رأس الحكومة التي سيتعين عليه أن يعدل استراتيجيتها من دون المساس بالتوجه الاصلاحي. وعزل ساركوزي وزير العمل خافيير داركوس وعين محله وزير الموازنة ايريك فريت، كما عين وكيلين لوزارة العمل والشباب في تعديل قال الحزب الاشتراكي انه بلا قيمة. كما عين في حقيبة المالية النائب فرانسوا باروان وهو أحد المخلصين للرئيس السابق جاك شيراك. وضم ساركوزي ايضا إلي حكومته أحد المقربين من خصمه اليميني اللدود دومينيك دو فيلبان وهو النائب جورج ترون في حقيبة الوظيفة العامة بينما حافظ معظم الوزراء الأساسيين علي مناصبهم. ووصف المسئول الثاني في الحزب الاشتراكي المعارض هارلم ديزاير التعديل الوزاري بأنه »تجميلي«، وقال إن رد ساركوزي علي »الهزيمة التاريخية«، لليمين »لا تنسجم مع تطلعات الناخبين الذين يريدون تغييرا في التوجه السياسي والاجتماعي. ومن جانبه، اعلن رئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان انه سيشكل حزبا جديدا في يونيو المقبل ينافس به ساركوزي في انتخابات 2102.