وصف الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، القلق الذى تم التعبير عنه خلال التظاهرات والإضراب العام الذى نظمه مئات الآلاف من الموظفين فى بلاده بسبب الأزمة المالية، بأنه «مشروع»، وهو التصريح الذى خالف كل تعليقاته السابقة حيال أى إضراب أو مظاهرة فى البلاد. وأكد ساركوزى أنه سيلتقى فى فبراير المقبل ممثلى النقابات وأرباب العمال لبحث سبل الإصلاحات الاقتصادية واعتبر ساركوزى فى بيان أن «الأزمة ذات التأثير غير المسبوق التى تطال الاقتصاد العالمى تثير فى فرنسا وكذلك فى كل أنحاء العالم قلقا مشروعا»، مؤكدا أنها تتطلب من السلطات العامة «واجب الإصغاء والحوار». وعلى صعيد متصل، اعتبرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن ما حدث بمثابة مواجهة فعلية بين ساركوزى والشارع الفرنسى. وقالت إن الإضراب الأكبر منذ أكثر من عقد فى فرنسا يؤكد أن الرئيس الفرنسى تسرع حين أعلن العام الماضى أنه «استأنس النقابات بدليل أن أى إضراب أو نشاط تنظمه لا يكاد يكون ملحوظا فى الشارع»، مؤكدة أن ما يجب أن يقلق ساركوزى الآن ليس هذا الإضراب ولكن ما قد يحدث لاحقا، فالإضراب الأخير شارك فيه بالأساس الموظفون الحكوميون الأقل عرضة لفقد وظائفهم بسبب الأزمة المالية، لكن الأخطر هو عندما يبدأ تأثير الأزمة فى التأثير العميق على عمال القطاع الخاص، حينها سيشارك الجميع فى الاحتجاجات والإضرابات. وفى نهاية المظاهرات، وقعت بعض الحوادث بين عشرات الشبان وعناصر الشرطة، ومنعت قوات الأمن متظاهرين كانوا يعتزمون مواصلة مسيرتهم باتجاه قصر الاليزيه وأوقفتهم عند ساحة الأوبرا، بينما ألقى عشرات الشبان كان بعضهم ملثما مقذوفات على عناصر الشرطة.