يوقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مشروع قانون إصلاح التأمين الصحي الذي يتكلف 2.5 تريليون دولار بعد أن أقره مجلس النواب الأمريكي عقب شهور من المفاوضات الصعبة. ويوسع الاصلاح التاريخي التأمين الصحي ليشمل 32 مليون أمريكي محرومين منه حاليا في أكبر تغيير للسياسة الاجتماعية منذ أربعة عقود. ويستعد الديمقراطيون في مجلس الشيوخ لمعركة كبيرة أخري مع الجمهوريين بشأن حزمة تعديلات أخري خاصة بالمشروع أقرها مجلس النواب. وقال ديفيد اكسلرود مستشار الرئيس أوباما إن الرئيس رحب بإقرار المشروع بفرحة تفوق حتي فرحة انتخابه في يناير 2008. وقال أوباما في تصريحات مقتضبة بعد التصويت مباشرة "هذا المساء لبينا نداء التاريخ كما فعل كثيرون من الأمريكيين من قبلنا، لم نحاول التهرب من مسئولياتنا بل تحملناها ،لم نخف من مستقبلنا بل صنعناه". وأضاف " إنه التغيير الذي نتطلع إليه". وقال روبرت جيين المتحدث باسم البيت الابيض إن احتفال التصديق علي القانون سيتم في وزارة الداخلية بدلا من الحفل الذي كان مقررا في حديقة البيت الأبيض بسبب الطقس المضطرب في واشنطن. ووقعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي مشروع القانون المؤلف من 2300 صفحة قبل ارساله إلي الرئيس في علبة زرقاء تحمل ختم مجلس النواب. ومن ناحية أخري،حظيت التغييرات الشاملة في نظام الرعاية الصحية بإشادة الدوائر السياسية ،إلا أن هذه الاصلاحات خلقت انقساما وحيرة عند الأمريكيين.حيث أظهرت العديد من استطلاعات الرأي أن كثيرا من الأمريكيين يعارضون الاصلاحات أو متحيرين بشأنها. وعارض الجمهوريون عمليات الاصلاح ووصفوها بأنها لا تحظي بشعبية وانها تدخل سافر في نظام الرعاية الصحية سيزيد النفقات وسيقلل الخيارات أمام المرضي وسيزيد الدين الأمريكي. وقال الجمهوريون إنهم سيحاربون حزمة تغييرات أعدها مجلس النواب لتحسين المشروع سيناقشها الاسبوع الحالي. وقال كبار المسئولين القضائيين في 11 ولاية انهم سيرفعون دعاوي قضائية تطعن في مدي دستورية الاصلاح معتبرين أنه ينتهك سيادة الولايات. وقال معارضو الاصلاح أنهم سيعملون علي إلحاق الهزيمة بأي عضو بالكونجرس ساند المشروع في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر.