أخيرا انتبهنا الي الحالة السيئة وغير الآدمية التي آلت اليها المباني الحكومية بعد أن كان العديد منها يمثل معالم هامة للعاصمة والمحافظات وبعضها أثري ويحمل طرازا معماريا فريدا.. ولكن أي زائر أو متعامل مع الجهات الحكومية داخل هذه المباني يرثي للحال الذي وصلت اليه من الإهمال وانعدام النظافة والصيانة وعلي سبيل المثال يمثل مبني مجمع التحرير الذي يضم مكاتب تمثيل لجهات حكومية كثيرة نموذجا صارخا لهذا الاهمال.. فمصاعده »الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود« وسلالم المبني انتهي عمرها الافتراضي من سنوات طويلة.. أما المكاتب فحدث ولا حرج لأنها لا تصلح لاستقبال المواطنين المترددين عليها لانجاز اعمالهم وفي نفس الوقت لا تمكن العاملين بها من آداء واجباتهم. ورغم هذا كله نري نموذجا جيدا في نفس المبني وبالدور الأول تقدمه »ادارة الجوازات« التابعة لوزارة الداخلية.. فالادارة مثال رائع للتنظيم والنظافة والآداء المتميز للعمل وهذا يعني ان المسئولية تقع علي عاتق الجهات الحكومية التي تتبعها هذه الادارات والمباني فلو أن كل وزير أو مدير تحقق بنفسه من أن المباني الهامة التابعة له والتي تقدم خدمات للمواطنين علي مستوي لائق وانها هي الواجهة التي تمثل الوزارة التابعة لها لتغير الحال تماما. صحيح أن قرار الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء باجراء دراسة عاجلة لوضع منظومة متكاملة لعمليات الصيانة والنظافة لنحو 17 الف مبني حكومي يقدم الانشطة الخدمية والادارية في مصر تأخر كثيرا ولكنه اسعدنا واعاد الأمل الينا في الحصول علي الخدمات الحكومية من مواقع محترمه ولعلها تكون بداية جديدة لأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة بعد أن وصل بنا الحال الي ان نحتاج الي قرار من رئيس مجلس الوزراء بالنظافة والصيانة. والذي أرجوه أن نسارع بتحويل الدراسة التي طلبها د. نظيف الي مجال التنفيذ العملي لنؤكد اهتمامنا بالعمل وبالمستوي الحضاري الذي ينبغي ان نكون عليه.