البرانسة أو أهل البرلس.. اناس لهم سماتهم الخاصة.. سمات الصبر والشجاعة اكتسبوها من خلال مهنة الصيد وهي مهنة شاقة تحوطها الاخطار والاهوال. ومن خلال هذه السمات. نجح الصيادون البرانسة كما نتذكر.. من تحرير انفسهم من القراصنة الصوماليين، بعد فترة احتجاز طالت إلي ستة اشهر. ومن خلال هذه السمات.. ايضا اقدم 81 صيادا بلا تردد علي انقاذ سائح الماني شحط مركبه في منطقة العياش شرق مصيف بلطيم ب 03 كيلو.. واوشكت الامواج علي تحطيمه واغراقه. اضطراب البحر التقت الاخبار مع مجموعة من الصيادين كانوا ضمن طاقمي مركبي الصيد المصريين اللذين شاركا في عملية الانقاذ ومع صاحب المركبين.. ليحكوا قصة الكفاح والعمل الشاق التي استمرت طوال 41 ساعة.. حتي كلل مجهودهم بالنجاح في انقاذ المركب والسائح. يقول الحاج حمادة ابوالعينين صاحب المركبين »الامير موسي ومحمد ابوالعينين«: ان المهندس كيلوبين 74سنة الالماني الجنسية كان يستقبل مركب السفاري »بلو ماجيك« في رحلة بحرية حول العالم، قادما من بورسعيد متجها إلي مارينا العلمين.. عندما تعطل محرك المركب.. وفي ظل اضطراب البحر دفعته الامواج تجاه البر. ليشحط المركب في القاع في منطقة العياش شرق مصيف بلطيم بمسافة 03 كيلو.. فاطلق المركب اشارة استغاثة لمركز الانقاذ في المانيا الذي ارسلها إلي مركز الانقاذ في القاهرة.. استقبلها مركبا الصيد المصريين اللذان يعملان في عرض البحر.. واخبرني »ريسا« المركبين اللذان تصرفا وفق ما يفرض عليهما القانون البحري. القانون البحري وفي هذا الصدد يوضح العباسي علي شرابي 53سنة ريس مركب محمد ابوالعينين وحجازي جابر الفار 83 سنة ريس مركب الامير موسي ان القانون البحري يلزم المراكب التي تتلقي اشارات الاستغاثة.. التحرك نحو انقاذ المراكب التي تتهددها المخاطر.. ويفرض القانون علي المراكب التي لا تلتزم عقوبات رادعة. 41 ساعة ويحكي لنا الصيادون قصة 41 ساعة من العمل الشاق الذي استغرقته عملية انقاذ مركب السائح الالماني.. يقول غريب ابوالعينين ومحمد بحر خليفة وعلي احمد شرابي ونادر جمعة قشلان واشقاؤه عادل وايهاب وهاني والسعيد كمال السبيعي ومحمد علي المغربي ومحمد احمد ابوالسيد وايمن البدوي، ممدوح جمعة الفار وشقيقه محمد: في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا توجه المركبان اللذان نعمل عليهما صوب المركب الالماني لنبدأ عملية الانقاذ »وعملية الانقاذ هذه تشبهها لكي نسهل علي القاريء استيعابها بالعملية التي تجري في البر لعربة أو سيارة غرست في الوحل أو الرمال.. مع الفارق الكبير حيث العملية في البحر اصعب بكثير. وعلي بعد 051 مترا تقريبا من المركب.. نزلنا إلي البحر في فريقي عمل، ومعنا الحبال، تولي الفريق الاول.. تحزيم المركب بهذه الحبال، وهي عملية غاية في الصعوبة في ظل الامواج المتلاطمة التي ترتطم بقوة بالمركب الشحاط. وتولي الفريق الثاني ربط هذه الحبال بمركبي الصيد اللذين حاولا جر هذا المركب وتخليصه مما هو فيه من شحط بقاع البحر.. واستمرت هذه المحاولات ساعات طويلة.. قبل ان ننجح.. حيث تعرضت الحبال للانقطاع عدة مرات.. نتيجة الاجهادات الشديدة الواقعة عليها من اثر المقاومة الشديدة الناتجة عن شحط المركب بقاع البحر.. لنعاود عملية الربط مرة اخري وسط الامواج وهكذا.. حتي تم تخليص المركب من الشحط الذي تعرض له.. لنستقل المركبين.. ويتم جر المركب أو قطره وادخاله إلي ميناء برج البرلس.. ويستقبله اللواء سعد عبدالعظيم السكرتير العام المساعد للمحافظة ورئيس مجلس ادارة الميناء والعميد عصام الليثي مدير الميناء. وعن مدي التلف الذي اصاب المركب السياحي.. اوضحوا: انها تلفيات محدودة يمكن اصلاحها ليعاود رحلته. الامتنان وعن شعور السائح الالماني بعد عملية الانقاذ.. اوضح الحاج حمادة ابوالعينين صاحب المركب: ان السائح الالماني ابدي امتنانه الكبير لاهتمام الاجهزة المصرية وللجهود الكبيرة المضنية المبذولة من قبل طاقمي مركبي الصيد.. حتي تكللت هذه الجهود بالنجاح في انقاذه وانقاذ مركبه.. وقد اراد ان يعبر عن امتنانه هذا بمنحه أو مكافأة تقدر ب 0005 دولار.. ولكننا اعتذرنا عن قبول ذلك.. واخبرناه باننا تصرفنا وفق القانون البحري.. ووفق تقاليدنا وشهامتنا المصرية. واستدرك مشيرا: إلي ان المحافظ اللواء مهندس احمد زكي عابدين.. ظل علي اتصال مستمر معنا طوال عملية الانقاذ.. التي استمرت 41 ساعة بالتمام والكمال.