المجتمع المدني المصري مريض.. يعاني من أمراض مزمنة.. أي مستديمة! كما يعاني من أمراض عرضية سريعة.. والمجتمع المدني يضم الأحزاب والمنظمات والهيئات والمؤسسات غير الحكومية والنقابات.. والنقابات في بلدنا تنظيم وفق الدستور يحكمه قانون.. هذا القانون لابد وان يصدر من السلطة التشريعية مثل أي تشريع يصدر في البلد.. وكثيرا ما سمعت عن إنشاء نقابة موازية أو مستقلة.. يقوم مواطن بجمع توقيعات من عدد من زملائه في المهنة التي يعمل بها.. ويعلن تشكيل النقابة ويعد لائحة لها وتعتبر النقابة قائمة من تلقاء نفسها.. ويبدأ ممارسة أنشطته.. والدولة مغيبة والحكومة متقاعسة.. وبهذا المنطق يمكن أن يكون لدينا ألف نقابة للصحفيين ومليون نقابة للمعلمين وهكذا.. انها من وجهة نظري فوضي! ولقد سألتني المذيعة اللامعة ريم ماجد في قناة »ONTV« عن هذا الوضع.. تحدثت بأدب شديد.. لكن المسألة تحتاج إلي حدة.. لأننا نضيع وقتنا في قضايا هامشية.. تستهلك الوقت والجهد.. و ترفع من ضغط الدم! الحكاية هي أمراض عديدة مزمنة تواجه النقابات مثل أمراض شلل الأطفال »الذي انقرض من مصر والعالم تقريبا!« والسل والسكر.. وأمراض عرضية سريعة مثل الاهمال والزكام والرشح! أيها الناس.. لقد أنشئت النقابات المهنية والعمالية لترعي أعضاءها رعاية شاملة »اجتماعية واقتصادية وثقافية وصحية ورياضية«.. وأيضا لتدافع عن الأعضاء وتقف بجوارهم.. وأيضا لترفع المستوي المهني سواء للمهنة أو للأعضاء أنفسهم بالتدريب والتأهيل وتبادل الخبرات.. وأيضا لتكون استشاري الحكومة في مهنتها.. »المهندسين للاستشارات الهندسية... إلخ« ولهذا نجد النقباء وبعض أعضاء المجالس النقابية أعضاء في لجان حكومية. وتدير النقابات مجالس نقابية منتخبة.. وللأسف الشديد كثير من النقابات بلا نقباء أو مجالس نقابية شرعية.. لأن الانتخابات تعطلت فيها منذ عام 1991 تقريبا.. بصدور القانون..! المسمي قانون ديمقراطية انتخابات النقابات المهنية.. وهو قانون سيئ السمعة عطل الانتخابات وأبعد الكفاءات النقابية وحطم النقابات وضربها بوجود مجالس نقابية ونقباء تعفن الكرسي من تحتها.. ولابد من إزالتها بمادة مطهرة قوية!. وعانت النقابات من أمراض أخري عرضية بانتشار السلبية وعدم الفعالية.. والكثير من الشباب لا يريد أن ينضم للنقابات.. وتاهت القضية بين الحكومة النائمة في العسل ونقباء ومجالس نقابية لا حق لها في قيادة وإدارة نقاباتها.. و8 ملايين مهني لا يعرفون كيف يتصرفون إلا باللجوء إلي أمل خادع وكاذب هو الضغط علي الحكومة بإنشاء نقابات موازية أو مستقلة.. كلها مسميات تنم عن الفوضي.. الكل يتفرج.. في انتظار انفجار البالونة الضخمة التي تغطي سماء العمل النقابي.. والتي سيخرج منها الأفاعي والفئران والقمل والدم والصراصير والذباب.. والسبب صمت الحكومة وصمت الجمعيات العمومية للنقابات!