"مدينة أجمل ... وحياة أفضل" هو شعار وموضوع أجندة العالم المتقدم الذي اجتمع في شنغهاي بالصين في أكبر ملتقي ومعرض بهر العالم فكرا وتخطيطا ، وإعدادا وتنفيذا ، ورؤية وعلما ، وتقدما وتقنية ... رسالته أن التقدم الإنساني يصنع ... والتنمية العمرانية هي ركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والبيئية ... فكيف ستكون مصر عام 2030 وعام 2050 ... هذا ليس في الغيبيات أو علوم المستقبليات ... رؤية اليوم هي مصر 2050 وتخطيط الحاضر هو مصر 2030 ... فهل لدينا رؤية لعام 2050 ... هناك سعي نحو رؤية طالب بها المجلس الأعلي للتخطيط والتنمية ولكن لم تطرح للآن رؤية متكاملة في حدها الأدني ... فما معني ذلك ؟ أنه لا يوجد إطار للتخطيط للتعامل مع سكان مصر في عام 2030 أو عام 2050 يرضي ويقفز بمصر والمواطن المصري وابنائنا إلي حياة أفضل ... لدينا فرصة ذهبية الآن أن نضع صورة لحياة المصريين الذين يحلمون بها بعد عشرين عاما وبعد خمسين عاما ونتفق عليها ونخطط لها وننفذها كمشروع قومي ننقل فيها الحياة في مدنها وقراها الي أجمل وأفضل ... سكان مصر الآن حسب الإحصاء الرسمي للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء هي 7.77 مليون نسمة . عدد سكان مصر عام 2050 سيتجاوز 157 مليون نسمة بزيادة 80 مليون نسمة ... أي ضعف ما هو حاليا ... أربعون عاما في عمر الدول دون رؤية يمكن أن تعوق تقدم مصر ويزيدها عشوائية ، وبرؤية يمكن أن تنتقل بمصر إلي دولة متقدمة منافسة ... فأين رؤية مصر والمخطط العام لوطن لعام 2030 ولعام 2050 ولنبدأ بعدد السكان ومعدل النمو السكاني المستهدف لنا (وليس المفروض علينا) وخطتنا لادارة النمو السكاني ، ويلي ذلك ما هو هدفنا الاقتصادي؟ هل سنصبح دولة متقدمة أم سنظل بعد أربعين عاما دولة نامية؟ أم هل سنكون من أفضل 25 دولة في العالم أم من أسوأ 25 دولة أم بينهما ؟... وما هي نظرتنا لتحقيق اهدافنا الاقتصادية؟ هل هي زراعة وصناعة أم سياحة وخدمات؟ ... أم تجارة اراض وعشوائيات سواء للفقراء أم الاغنياء؟ ... مصر تستحق خريطة جديدة بها مناطق تنموية واضحة الأولي منهم هي غرب مصر (من الاسكندرية للسلوم) والتي يمكن أن تكون كاليفورنيا الجديدة والثانية هي الدلتا والثالثة هي سيناء والرابعة هي البحر الاحمر والخامسة هي القاهرة الكبري والسادسة هي الصعيد وجنوب الصعيد والسابعة هي الصحراء والوادي الجديد ... كل منهما تمثل ركيزة لدلتا جديدة ولمصر جديدة وكل منطقة فيها تصلح دولة منافسة بمفهوم السنغافوريات والماليزيات ... مدن تنافس عالميا في معيشتها وجودتها ، ولقرية مصرية منتجة مصدرة ومنافسة ... سؤال أين سيعيش ال 80 مليون الجدد؟ هل في عشوائيات مصر أم في مدن لها رؤي مخططة الآن ؟... نريد 80 مدينة جديدة كل منها تسع مليون مواطن أو 160 مدينة جديدة كل منها تسع نصف مليون ... الرؤي الهزلية تصنع مجتمعات عشوائية تعاني، والرؤي الجادة تنقل المجتمعات ... ما الذي سيحدث غدا أذا طرحنا بناء 80 مدينة جديدة في صحراء مصر وتتاح بسعر التكلفة جزء من المرافق الرئيسية لمدخل المدينة علي شركات المقاولات الكبري بناء هذه المدن بمفهوم المشاركة بين الدولة والشركات بتعاقدات واضحة متكافئة وشفافة ... أولا : ما سيحدث هو انخفاض فوري في أسعار الاراضي (الوهمية) الناتج عن سياسات غير حكيمة أدي الي غلاء حاد وغير منطقي في أسعار الاراضي والمساكن، ثانيا: سيعود حلم التملك بسعر ملائم أو إعلان "شقة للايجار" للمجتمع بعدما اقتصر اقتناء الشقة علي فئة دون أخري، ثالثا: ستعيد مفاهيم التكافؤ والعدالة لكل شاب وخريج يحلم بالزواج والعمل وبدء حياته دون أن يستعين بأهله أو أن يفكر في الهجرة أو أن يحصل علي المال بطرق اخري، رابعا : سننشط صناعة التعمير في كل انحاء مصر والتي هي في حد ذاتها قاطرة التنمية، خامسا: سنصلح الخلل التاريخي لما حدث ويحدث في مصر ... مصر تحتاج مدنا جميلة تنافس عالميا ... شوارع وأرصفه ومباني ومواقع عمل وحدائق ونقل ومواصلات ... أفضل وأجمل. ... وللحديث بقية