زرت معرض شنغهاي الصين 2010 خلال هذا الاسبوع والذي اختير له موضوع وعنوان »مدن أفضل لحياة أجمل«.. وهو مثل للإبداع والتقدم والتعاون الدولي وهو علي مشارف »شنغهاي القديمة« والتي تحولت تخطيطا وتنفيذا في أقل من عشر سنوات الي نموذج لاجمل بلدان العالم فهي تجمع بين تقدم نيويورك وجمال باريس والتنسيق الحضاري لاكثر الدول الاوروبية اهتماما بالتقدم ويمكن الوصول الي المعرض من خلال شبكة طرق ومواصلات علي ارفع مستوي عالمي تشعر بها من المطار حيث تصله بشنغهاي قطار يسير علي سرعة 432 كم في الساعة ويختصر الرحلة من 45 دقيقة الي 7 دقائق وكانت ساعتين منذ عشر سنوات وتتنافس الدول المشاركة لتظهر أفضل ما لديها من جمال وعمارة وثقافة وفن، وتقنية وعلم وتراث وحضارة وتجسد هذا الابداع في المباني والمعارض المخصصة لبعض الدول مثل معرض الصين وأسبانيا وانجلترا والسعودية والامارات.. وكان مؤسفا ان اري المبني المصري مغلقا ولم يتم الانتهاء منه بينما تجتذب باقي الاجنحة المتميزة من ثلاثين الي ستين الف زائر يوميا.. عالم آخر بين ما نحن فيه وبين ما يجري في الصين تري من هو المسئول عن الاضرار بسمعة ومكانة مصر؟ وما هو تقديرنا وتقييمنا للفرص الضائعة؟.. أدعوكم لزيارة موقع المعرضwww.shanghaiexpo.com وادعوكم أيضا للتجول في الموقع الافتراضي للمعرض لرؤية ما تم تنفيذه بدول العالم علي الانترنت ومتابعة ما يكتب عليها.. ومعرض انجلترا علي وجه المثال تحفة معمارية يعرض فيه نماذج لبذور ستين ألف نبات تمثل ما يزرع في انجلترا وتصميم المعرض من الداخل والخارج يعكس هذا والمعرض السعودي الذي صمم بمفهوم »سفينة النور« التي تربط الصين بجزيرة العرب عبر التاريخ وبداخل السفينة عرض مبهر لرؤية ما يتم في السعودية علي أكبر شاشة في العالم تربط بين التراث والمعاصرة ويربط بين الصين والأمة العربية ومعرض الامارات الذي يعكس قصة بناء دولة من عيون طفلين بين لؤلؤ الأجداد وأسلوب معيشتهم الشاقة وما يجري تنفيذه حاليا علي ارض الامارات من بناء وتقدم لبنية أساسية وبنية بشرية أما المعرض الصيني فسمي »تاج الشرق« وهو أكثر المباني والمعارض إبداعا وابهارا وهو يعكس الصين بجذورها والصين بتقدمها وقد صمم علي شكل أكبر معبد في العالم ويعرض به أثمن المخطوطات في العالم والتي تعكس حياة الصين بالامس علي لوحة تم تحويلها الي فيلم متحرك علي شاشة ضخمة توظف تقنيات المعلومات لعرض ما كانت عليه الصين وخارج هذه المنطقة يعرض تقدم الصين في مجالات عديدة منها تحسين البيئة والنقل والمواصلات والفضاء والطاقة والتعمير والفنون.. يعكس أفضل التجارب العمرانية علي مستوي العالم والتي تهدف الي الارتقاء بحياة الانسان ودخلهم والتعاون الدولي للمشاركة في الاستفادة بالتجارب الرائدة للمدن الافضل ويتم ذلك من خلال منطقة خصصت لعرض تجارب المدن في أربعة مجالات تعكس (1) الحياة في المدينة (المدن الجاذبة) و(2) التنمية العمرانية المتواصلة و(3) الحفاظ والاستخدام للتراث الحضاري و(4) التقدم التكنولوجي وخارج المعرض شاهدت الصين الجديدة.. وفارق كبير بين الصين أوائل التسعينات والصين 2010 فقد تحولت من دولة شيوعية مركزية، متخلفة، تستخدم الدراجات الي دولة تنافس كل العالم بل تسبقه في التقدم.. ما شاهدته هو تطبيق لاستراتيجيات »الاسراع في التقدم والتنمية المتواصلة«.. تراها في الاطفال وتراها في من يعمل وتراها في من يخطط لأمة عصرية متقدمة تحافظ علي اصالتها.. رأيت دولة قفزت وتقفز عبر الزمن.. بل تنافس الزمن وتساءلت علي الفرص الضائعة وللحديث بقية. [email protected]