في رأيي ان الحديث الذي أجراه الكاتب الصحفي الكبير الاستاذ مكرم محمد أحمد مع فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر هو أخطر حديث أجراه شيخ للأزهر.. كلنا بالطبع نتابع مواقف وآراء فضيلة الإمام الأكبر قبل وبعد توليه الإمامة ولكن الأستاذ الصحفي الكبير استطاع ان يأخذنا في جولة رائعة في عقل وقلب الإمام الأكبر ويجيب عن السؤال المهم: هل يمكن أن يعود الأزهر إلي سابق عهده كمرجعية عالمية لوسطية الإسلام.. يصحح هذا الكم الضخم من المفاهيم المغلوطة التي انتشرت في العالم عن الدين الإسلامي الحنيف وشوهت عن عمد صورته عندما اتهمه البعض أنه انتشر بحد السيف.. د. أحمد الطيب قال ان السيف لا يصلح رمزا للإسلام لأن الإسلام رحمة وعدل. آراء فضيلة الإمام الأكبر في منتهي الواقعية والشجاعة عندما قال انه ما في مؤسسة دينية في العالم يمكن ان تكون خارج دولتها أو يمكن ان يطلب منها أحد العمل ضد نظام الدولة.. حتي الفاتيكان رغم أنه دولة داخل الدولة إلا انه يعمل بالنظام الغربي.. ولكنه استطرد قائلا ولكن الأزهر ليس مطلوب منه ان يبارك كل ما تقوم به الحكومة.. ولا أظن ان هناك دولة إسلامية تتمتع فيها المؤسسة الدينية بما يتمتع به الأزهر من كرامة وتحرر.. عن العلاقة بين المسلمين والأقباط قال فضيلة الإمام الأكبر إن من حق الأقباط المواطنة الكاملة وأن ما يقال عن الجزية لم يعد موجودا لأنها كانت نوعا من الضريبة للدفاع عن النفس لأنهم لم يكونوا يشاركون في الجندية والآن الأقباط يشاركون في الدفاع عن الوطن لهم ما لنا وعليهم ما علينا.. قال أيضا انه لا شروط في الإسلام علي بناء الكنائس والمعابد للمسيحيين واليهود وبقدر حاجة الأقباط تقام الكنائس.. أما عن مصافحة زعماء إسرائيل مثل شيمون بيريز أو حاخامات اليهود أكد فضيلته انه لا يستطيع ذلك وأنه يعتقد أن الإمام الأكبر الراحل د. سيد طنطاوي لم يكن يعلم أنه يسلم علي بيريز وبرر ذلك بأن السبب ليس لأنه يهودي ولكن لأنه أحد الذين خططوا لعدوان إسرائيل الصارخ علي الشعب الفلسطيني والمصافحة تعني القبول لتطبيع العلاقات وهو أمر لا أقره إلا ان تعيد إسرائيل للفلسطينيين حقوقهم المشروعة.. ومن أخطر ما قال انه في غيبة الأزهر نشط السلفيون ونشطت بعض المذاهب الوافدة وحاولت الوهابية ان تملأ الفراغ وانتشر فقه البادية علي حساب فقه الوسط ووجدنا عشرات الكتب التي كان يطبعها الأزهر لترويج فكر الوسطية خاصة كتب الأشعري وتفسير الجلالين وقد أعيد طباعتها خلسة في الخارج وأضيف إلي حاشيتها تفسيرات وإضافات لم تكن موجودة في النسخ التي طبعها الأزهر لترويج أفكار متشددة رفضها الأزهر علي طول تاريخه.. ومع الأسف قلة امكانات الأزهر قيدت قدرته علي تحجيم هذه الأفكار. الآراء خطيرة والحديث الذي أجراه الأستاذ مكرم رائع أتمني لو أعيد نشره في أكثر من جريدة ليكون بداية لنهضة وعودة لدور الأزهر الشريف.