كلما تمزقت سيارتي فوق الصفوف الحديدية المتراصة بعرض الشارع لما يسمي ب "عين القطة " ، اجدني بعفوية اصرخ علي منوال عمنا الراحل الكبير بيرم التونسي قائلا " ها اتجن يا ريت يا اخونا مارحتش لندن ولا باريز " ، لقد طفت اغلب بلاد العالم ، شرقه وغربه ، شماله وجنوبه ، دول نايمة واخري آخر صحصحة ، دول صعدت للقمر وآخري تعيش في خرافة الجن والزئبق الاحمر ، اخلص إلي انني لم اجد في اي بقعة من هذا العالم هذا التوظيف الغبي لتلك القطع الحديدية التي تزرع في الارض بعرض الشارع لتمزق عفشة اجدع سيارة ! القطع الحديدية المسماة بعين القطة شاهدتها في اغلCProxy-Connection:keep-aliveCache-Control:max-age=0الدول التي زرتها مزروعة علي جانبي نهر الطريق من اليمين واليسار ، خاصة في الطرق الصحراوية السريعة التي يصعب تغطيتها باعمدة الانارة ، فهي تعكس اضاءة كشافات السيارات ببريق عين القطة فيعرف قائد المركبة حدود الطريق ولا يخرج عنه ، ولا ادري من الذي اوهم العباقرة لدينا من مخططي ومنفذي الطرق بأن " عين القطة " يتم رصها وزرعها بعرض الطريق في صفوف متلاحقة تؤدي لاجهاض الحامل عند المرور عليها ! سيقال ان الغرض من زرعها بعرض الطريق ان تهدئ السيارات من سرعتها عند هذه العوارض لتحاشي الحوادث التي تزهق ارواح المارة ، لكن التجربة أثبتت العكس ، فقادة المركبات تعودوا علي زيادة السرعة عند المرور فوق تلك العوارض الحديدية لكي يقللوا من حصة " التنطيط " التي تصدع النفوخ نتيجة للمرور البطيئ فوقها ! بالرغم من ذلك مازال العباقرة في حالة عناد لا يريدون استبدال هذه العوارض الحديدية بالمطبات التي تتفق مع المقاييس العالمية ، وهم يعلمون تمام العلم ان هذه العوارض تؤدي لخراب كافة اجزاء عفشة السيارة وتفككها وخراب الاطارات وانعدام قوة الفرامل وحدوث خلل في اتزان السيارة وعجلة القيادة ، وما لم يتم تدارك كل هذا الخراب والتخريب اول بأول ، فنحن امام مزيد من الحوادث ، ومزيد من حلقات نزيف الاسفلت ، ولأن الحالة الاقتصادية المتردية لاغلب قادة المركبات يتم اللجوء لقطع الغيار الرخيصة التي يتضح انها مضروبة ، نظل ندور في حلقة مفرغة بسبب العباقرة الذين زرعوا للناس مصائد الايذاء بتلك العوارض الحديدية المسماة ب " عيون القطة " ! لقد وصلتني رسالة اليكترونية من جمعية " سيارة في مطب الريح " ،تؤكد أن محافظة القاهرة إحتلت المركز الأول علي مستوي العالم من حيث عدد المطبات والحفر والفواصل والعوارض الحديدية التي بلغ عددها أكثر من80 مليون مطب بواقع مطب لكل مواطن ، وتضمنت الرسالة موسوعة تفصيلية لانواع المطبات التي تزخر بها العاصمة من العهد العثماني وحتي الان ، وفي مقدمتها المطب " البزابيزي " المتخصص في دغدغة العفشة ، والمطب المتخصص في الاجهاض ، والمطب التوالدي الذي تتولد منه مطبات فرعية بالتوالد ، ومن أسوأ انواع المطبات تلك التي يصنعها الاهالي امام منازلهم خارج اية مواصفات تم التعرف عليها ، وذلك لأنهم يفتقدون الخبرة بعلم " " المطبولوجي" الذي هو من اختصاص المحافظات فقط . atafelnemer