بأسلوب مهذب زيادة عن اللزوم قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير حسام زكي ان »الإشارة التي وردت في بيان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أمام اجتماع منتدي تجمع الديمقراطيات حول تعامل الحكومة المصرية مع مؤسسات المجتمع المدني في مصر تدعو للدهشة لأنها لاتعكس الواقع.. أضاف بحسب ما نشرته »الأخبار« أمس ان هناك 62 ألف مؤسسة مجتمع مدني تعمل في مصر من بينها 002 منظمة غير حكومية مصرية تعمل في مجالات لها صلة بحقوق الإنسان والمساعدة القانونية ودعم الديمقراطية.. فضلا عن العديد من المنظمات غير الحكومية الأجنبية التي تقوم بأنشطة دون مواجهة أية صعوبات. وأوضح زكي ان هناك إطارا قانونيا ولوائح تشريعية تحكم العمل الأهلي وعمل المنظمات غير الحكومية وتمويلها بما يحقق المنفعة للمجتمع مؤكدا ان إلتزام أي منظمة بالقانون يعد الضمانة الحقيقية لعملها. وأضاف ان العمل الأهلي في مصر لايزال يتطور لكنه صار متقدما بأشواط كثيرة عن دول عديدة سواء في المنطقة أو خارجها وهو ما يجب ان يأخذه الجميع في الاعتبار«. انتهي كلام السفير زكي والذي اعتبره البعض تعبيرا عن الدهشة والاستغراب من الموقف الأمريكي.. ويراه آخرون انه رفض للمنطق الأمريكي حول المجتمع المدني المصري والحكومة. بينما تجاهل البعض الآخر ممن هلل لتصريحات كلينتون تفسيرات وردود السفير زكي.. وما بين »دولم ودوكهمه« يا قلبي لا تحزن! الحكاية باختصار ان المجتمع الأهلي المصري مخترق من جهات أجنبية قد تصل إلي مخابرات تلك الجهات! والاختراق الأجنبي يأتي تحت ستار دعم الحريات والديمقراطية تارة.. وقد يأتي تحت ستار المساعدات الإنسانية والفئات المهمشة.. وتمكين المرأة تارة أخري.. وقد يأتي متخفيا وراء جمعيات تعمل مع الشباب في المدارس والجامعات.. وكثيرا ما يأتي في صورة المنظمات الحقوقية. ومهما قالت الحكومة ان هناك تنظيما قانونيا لذلك.. فإنها لا تقول الحقيقة.. لأن الجمعيات الحقوقية تأخذ قوتها من الإشهار بإحدي المنظمات الفرعية للأمم المتحدة.. وطالما تأخذ تلك المنظمات دعما من الدول الأجنبية مثل أمريكا وغيرها فإنها مكلفة بأداء الأجندة الأمريكية.. ويكذب علي الشعب من يقول غير ذلك. صحيح هناك شرفاء.. وطنيون يعملون لمصلحة الوطن.. لكن أغلبية هذه المنظمات تعرف كيف تستغل نقاط ضعف الحكومة وكيف تستعين بقوي خارجية حكومية أو معنوية أو إعلامية للضغط علي صاحب القرار. صحيح ان هذه الجمعيات ليست كلها فسادا.. هناك العديد من المشروعات المفيدة للمواطن وللوطن.. بل ان هناك مشروعات تحتاجها مصر ولا يمكن تنفيذها إلا من خلال المجتمع المدني.. سواء مشروعات تنموية أو حقوقية. لكن المسألة مغلوطة عند دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وهي دول داعمة للمجتمع المدني المصري.. الصورة لديهم عن الحكومة سيئة.. والمنظمات غير الحكومية تدعم هذه الصورة السيئة.. لهذا اقترح عقد لقاء »منتدي العمل الأهلي بمصر« تشارك فيه الحكومة والمنظمات غير الحكومية. وللحديث بقية.. ان كان في العمر بقية. [email protected]