في ظل ارتفاع أسعار اللحوم عند التجار والجزارين تبقي اللحوم المستوردة هي طوق النجاة أمام المستهلك.. وقد أعلن المسئولون منذ وقت قريب عن توافر اللحوم المستوردة بالمجمعات الاستهلاكية سواء كانت لحوما أثيوبية أو سودانية، كما أن أسعار هذه اللحوم تكون في متناول المستهلك البسيط لترحمه من لهيب أسعار الجزارين والتجار. »الأخبار« قامت بجولة علي عدد من المجمعات ترصد مدي توافر هذه اللحوم ودورها في التغلب علي أزمة ارتفاع أسعار اللحوم. في البداية يؤكد محمد وجدي رئيس شركة الأهرام للمجمعات أن المجمعات الاستهلاكية تشهد حاليا توافر كميات كبيرة من اللحوم السودانية ذات الجودة العالية بسعر 53 جنيها للكيلو الواحد، كما يتواجد أيضا بالمجمعات لحوما برازيلية مجمدة بسعر 5.02 جنيه للكيلو الواحد، أما بخصوص اللحوم الاثيوبية فقد أعلن أن اللحوم الاثيوبية وصلت إلي مصر حاليا ولكنها لم تصل إلي المجمعات. ومن جهته أكد سعد عبدالحميد مدير مجمع استهلاكي بالمهندسين أن اللحوم السودانية وصلت بالفعل للمجمعات ويتم بيعها بسعر 53 جنيها للكيلو الواحد، كما يوجد نظام العبوات، وكل عبوة تحتوي علي 2 كيلو بسعر 07 جنيها، وأعرب عن أمنياته بوصول اللحوم الاثيوبية أيضا إلي المجمعات الاستهلاكية لتكون طوق النجاة للمستهلك الذي يتعرض للجشع والطمع علي أيدي التجار والجزارين حيث ستباع هذه اللحوم في المجمعات في حالة وصولها بسعر 53 جنيها في الوقت الذي تباع اللحوم عند الجزارين والتجار بسعر يتجاوز 55 جنيها. بينما أكد رفعت كمال عيسي مدير مجمع استهلاكي بشارع شبرا ان اللحوم الأثيوبية لم تصل بعد إلي المجمعات الاستهلاكية بمنطقة شبرا مصر بما فيها مجمعه ولهذا يتعرض للعديد من المواقف المحرجة مع المستهلكين ويسألون عن اللحوم الأثيوبية ويقسم لهم ان اللحوم لم تصل بعد ولم يلجأ إلي اخفائها لأنها ليست موجودة أو متوافرة من الأساس، وانه يسمع الغمز واللمز من المواطنين الذين يقولون ان الجزارين استولوا عليها من المجازر وباعوها علي انها لحوم بلدية، ويشير إلي أن اللحوم التي تتوافر بالمجمعات هي اللحوم السودانية التي ستباع بسعر 53 جنيها للكيلو الواحد. ويضيف رفعت أنه ينبغي علي المسئولين العمل علي سرعة وصول وتوافر هذه اللحوم إلي الأسواق حتي لا يشكك أحد في تصريحات هؤلاء المسئولين، وحتي تكون هذه اللحوم الرخيصة رادعا قويا لجشع وطمع التجار والجزارين والذين من المؤكد سوف يتلقون ضربة قاسية في حالة توافر هذه اللحوم الأثيوبية لأن الجميع سيفضلها ويبتعد عن اللحوم الغالية. في الانتظار ويتفق معه مصطفي بظاظة مدير مجمع استهلاكي بمنطقة الكيت كات في ان اللحوم الأثيوبية لم تصل المجمعات حتي الآن بالرغم من قدوم 0002 رأس ماشية من أثيوبيا ومن المفترض ذهابها إلي المجمعات لتكون متاحة للمستهلكين بسعر 53 جنيها ولكنها لم تصل حتي الآن، مشيرا إلي أن اللحوم التي ستصل إلي المجمعات خلال الفترة القادمة هي لحوم سودانية وسيتم بيعها معبأة في أكياس بلاستيكية بوزن 2 كيلو للكيس الواحد وبسعر 07 جنيها، ويطالب بسرعة توفير اللحوم الأثيوبية حتي لا يلجأ التجار والجزارون إلي المغالاة في أسعار اللحوم والتي من المتوقع ان تصل إلي أكثر من 08 جنيها في المناطق الراقية و07 جنيها في المناطق الشعبية، أما عن اللحوم المتوافرة حاليا بالمجمعات الاستهلاكية فهي اللحوم البرازيلية وبسعر 5.02 جنيه للكيلو الواحد، كما انها لحوم مجمدة ولن تكون طازجة مثل اللحوم الأثيوبية في حالة توافرها. المواطن لا يصدق أما مصطفي عبده مدير مجمع استهلاكي بالدقي فيقول ان اللحوم البرازيلية المجمدة هي المتوافرة فقط بالمجمعات ولا وجود للحوم الأثيوبية، ومن كثرة تصريحات المسئولين فإن المواطنين يترددون علينا يوميا بخصوص السؤال عن موعد وصول اللحوم الأثيوبية وينظرون إليه بشك وريبة عندما يخبرهم انه لا يعلم متي ستصل هذه اللحوم! جشع الجزارين وتبقي في النهاية معاناة المواطنين الضحايا الذين يتعرضون لأبشع أنواع الجشع والطمع من الجزارين والتجار في ظل غياب الرقابة والتفتيش التمويني علي محلات ومنافذ البيع.. وبلهجة من الحزن والأسي يعبر خالد المقدم موظف عن معاناته بسبب أسعار اللحوم، موضحا انه لم يكن يتخيل ان الأسعار ستكون ملتهبة كما هو الوضع حاليا، ويبدي اندهاشه من سلسلة الارتفاعات المستمرة في أسعار اللحوم بدون مبرر رغم انخفاض أسعار الأعلاف علي المستوي المحلي، ويعترف بأنه لولا توافر لحوم مجمدة داخل المجمعات الاستهلاكية بسعر 33 جنيها للكيلو لما كان بإمكانه ان يشتري لحوما أخري من عند الجزارين والتجار بسعر قد يصل إلي 55 جنيها. أما محمد التهامي مدرس فيؤكد علي سرعة تنفيذ تصريحات المسئولين بتوافر اللحوم الأثيوبية في الأسواق وبأسعار منخفضة حتي تصبح اللحوم ضيفا دائما علي موائد الغلابة بعد فترة خصومة طوال الأعوام الماضية بسبب جشع التجار والجزارين، ويتعجب التهامي من سياسة هؤلاء التجار والجزارين حيث يقومون برفع الأسعار في المناسبات والأعياد، لكنها لا تنخفض بعد انتهاء هذه المناسبات وتظل الأسعار كما هي لا تتحرك وان تحركت فإن المؤشر يتجه إلي الزيادة، ويطالب بضرورة العمل علي توافر اللحوم الأثيوبية حتي تساهم في حل الأزمة الحالية.