تحديدها، ومتي كانت بداية هذه الكونية؟!، منذ كم من ملايين السنين كانت بدايتها وما هي أبعادها وفوارقها وكيفيتها إذا اعتبرنا أن الزمان هو هذا الكون الذي نعيشه، فإننا لا نستطيع أن نحدد بدايته ولا نهايته، إنه الأمس واليوم والغد يسير عبر العصور المتتالية فتنقلنا من جيل إلي جيل دون توقف ودون أن نعي تحديده.. يقول البعض ان الكون منذ ستمائة مليون سنة، ويقول البعض منذ ستمائة ألف سنة، والبعض الآخر يقول منذ ستين ألف سنة، ولكن الكل لا يعرف حقيقة البداية، كم عمر الزمان؟ تولد أجيال وراءأجيال، والزمان مستمر بما له وما عليه ينقلنا من عصر إلي عصر تزودنا بمعطياته وإفرازاته المتلاحقة عبر الأيام والسنين تزودنا بالعلوم والمعرفة عن كل فترة ماضية بصياغة جديدة ومعضلات غير التي كانت عليها. ولكن السؤال الذي يكمن في صلب الموضوع ويفرض نفسه هنا: ما معني كلمة زمن؟ وما المقصود بكلمة زمن؟ إذا جازلنا التعبير فيمكن لنا أن نعتبر الزمان فترة من السنين، فهنا لابدلنا أن نتوقف قليلا لنضع مقارنة بين ذلك الزمان الذي مضي وبين الزمان الذي نعيشه، ومجري المتغيرات والتحدي التي طرأت عبرالعصور هل نكتفي أن نقول من مئات السنين كان الوضع علي غير ما هو عليه اليوم؟ وأين تلك السنين كما يردد البعض بالعامية (أيام زمان) وهذه المقولة يرددها غالبا كبار السن وأنها كلمة ترمي إلي خمسين سنة مضت علي وجه التقريب وما المقصود هنا (بأيام زمان) أري من الأرجح أن يحدد الزمن دون الحسرة عليه استعدادا لاستقبال الآتي إذا ما نظرنا للحياة بشفافية وأمل نستطيع أن نحدد الزمان في فترة معينة ماضية، إذ نقول: زمن الفراعنة والبطالمة والرومان، وإذا تقدمنا ألف عام يمكن لنا القول زمن أفلاطون، سقراط وأرسطو وإذا تقدمنا أكثر قربا أكثر من زماننا أي مئات السنين يمكن لنا القول: زمن بسمارك، نابليون أو فولتير أو اينشتاين هذا ما أخذنا أن الزمن ينتمي إلي ذلك الإنسان الذي صنع فترة زمنية فيه بكل ملابساتها وموضوعاتها وافتراضاتها وإفرازاتها ومنظوماتها التي تكمن في تلك الفترة من ذلك الزمان يمكن لنا أيضا القول زمن كمفوسيوش أو بانجو »أحد آلهة الصين«. فلانطلاقا من هذا نستطيع أن نحدد أن الزمان هو ما صنعه ذلك الإنسان في تلك الفترة TIME من الزمن وماأتي به من أفكار، فالزمان لا يقاس بالسنين وإنما يقاس بالإنجازات والأفكار التي جاء بها رجال ذلك العصر التي كانت تنتمي لتلك الفترة الزمنية.