حذرت روسيا الغرب اليوم الثلاثاء من توقع تغيير في موقفها بخصوص سوريا في أعقاب فوز فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة قائلة إن موقفها لا علاقة له بالشؤون السياسية الداخلية. وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) قبل شهر من الانتخابات التي أجريت يوم الأحد لمنع صدور قرار سانده الغرب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان يدين الرئيس السوري بشار الأسد فيما يخص قمع المحتجين ويساند دعوة جامعة الدول العربية لتنحيه عن السلطة. وجعل بوتين من اتهام الولاياتالمتحدة وحلفائها بالتدخل في شؤون الدول موضوعا أثيرا في حملته الانتخابية الأمر الذي أثار تكهنات بأن حديثه المتشدد موجه للجمهور المحلي وأن موسكو ربما تصبح أكثر مرونة بعد الانتخابات. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "موقف روسيا بخصوص تسوية المشكلة السورية لم يخضع قط لاعتبارات سياسية ولم يتخذ تحت تأثير أوضاع انتخابية على عكس مواقف بعض زملائنا الغربيين." وأضافت الوزارة في بيانها "نهجنا في تسوية الصراعات الداخلية يقوم على القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة. نحن نتحدث في المقام الأول عن الالتزام الصارم بمبدأ عدم جواز التدخل الخارجي." وقالت الوزارة إن الصراع في سوريا لا يمكن تسويته "إلا على أساس الحوار الوطني الموسع الذي يتخذ فيه السوريون ولا أحد سواهم القرارات بشأن مستقبل بلدهم." وقال نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف إن روسيا استخدمت الفيتو في نقض مشروع قرار مجلس الأمن المدعوم من الغرب والدول العربية الشهر الماضي لأنه لا يلزم المعارضة المسلحة للحكومة السورية بالمطالب ذاتها التي يلزم بها القوات الحكومية. وأضاف ريابكوف الذي كان يتحدث الى الصحفيين إن مواقف روسيا بشأن سوريا وقضايا أخرى في الأشهر الأخيرة "لم تتأثر بأي اعتبارات انتخابية". ورحبت روسيا بالجهود الجديدة التي تبذل في مجلس الأمن للوصول الى توافق بشأن سبل المساعدة في وقف إراقة الدماء في سوريا حيث تقول الأممالمتحدة إن القوات الحكومية قتلت أكثر من 7500 مدني على مدى عام. لكن دبلوماسيا روسيا آخر قال أمس الاثنين إن الخطوط العامة التي صاغتها الولاياتالمتحدة لقرار جديد لمجلس الأمن لا تختلف الا اختلافا طفيفا عن مشروع القرار الذي نقضته روسيا بالفيتو وينبغي أن تكون أكثر توازنا. وفاز بوتين الموجود في السلطة منذ عام 2000 ويشغل الآن منصب رئيس الوزراء فترة رئاسية مدتها ست سنوات بعد حصوله على 64 في المئة من أصوات الناخبين في انتخابات نددت بها المعارضة واعتبرها مراقبون دوليون غير نزيهة. وأوضح بوتين أن روسيا ستستخدم حق الفيتو الذي تتمتع به في مجلس الأمن الدولي لعرقلة المساعي الامريكية عندما ترى ذلك مناسبا وحذر الدول والهيئات الدولية مثل حلف شمال الأطلسي من التدخل في الدول المستقلة ذات السيادة دون موافقة مجلس الأمن.