أكد عدد من خبراء مياه النيل أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى عن أزمة سد النهضة حملت العديد من الرسائل والإيحاءات الموجهة إلى إثيوبيا ودول حوض النيل والمجتمع الدولى، وعلى رأسها أن مصر كدولة أفريقية تبحث عن التعاون الجاد للوصول إلى حل للأزمة، إضافة إلى محاولته الحثيثة لتلافى آثار الاجتماع الشهير للرئيس المعزول محمد مرسى، السرى المذاع على الهواء، الذى هدد فيه بضرب سد النهضة والتدخل فى شئون إثيوبيا الداخلية، بما يؤكد أن مصر ستبدأ عهداً جديداً مع جيرانها. قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الرى الأسبق، إن إشارة السيسى بأنه لن يسمح لأحد بإبعاد مصر عن واقعها الأفريقى، رسالة لدول القارة الأفريقية بصفة عامة، وحوض النيل بصفة خاصة، بأن مصر دولة أفريقية وستعمل على تنمية القارة والتعاون فى ذلك، وأن مصر ليست ضد التنمية فى حوض النيل مثلما تروج إثيوبيا. وأضاف أن إشارته بأنه لن يسمح لمشكلة سد النهضة أن تكون سبباً لحدوث شقاق بين مصر وإثيوبيا، تؤكد أن استراتيجته لحل الأزمة هى الوصول لحل وسط يرضى الطرفين، ببناء سد أصغر حجماً، يولد نفس الكمية من الكهرباء التى تسعى إثيوبيا إلى إنتاجها، إضافة إلى حفاظه على كل نقطة مياه تصل لمصر طبقاً لاتفاقية عام 1959 الموقعة بين مصر والسودان، وذلك فى إشارته إلى أن النيل يمثل لمصر حقها فى الحياة. وأوضح أن ذكر الرئيس لأزمة سد النهضة فى أول خطاب له بعد توليه منصبه يؤكد أنه يقدّر الأمن القومى بخلاف الحكومات السابقة، وأنه يتبنى حلاً سياسياً ستعمل عليه وزارة الخارجية والأجهزة السيادية، ثم تأتى بعد ذلك الحلول الفنية التى تتولاها وزارة الرى. من جانبه قال الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرئيس السيسى أراد من حديثه إزالة أثر الاجتماع الشهير للرئيس المعزول محمد مرسى الذى هدد فيه المجتمعون بضرب السد والتدخل فى شئون أديس أبابا الداخلية، وهو الأمر الذى تسبب فى ذبذبة العلاقات بين الدولتين. وأضاف أن خطاب الرئيس، أمس الأول، هدفه أيضاً نزع إحدى أوراق اللعبة التى تعتمد عليها إثيوبيا أمام العالم، وهى أن مصر ضد التنمية فى أفريقيا، وتستغل مياه النيل فى تنمية مصر دون أن تقدم شيئاً لدول الحوض، وأن تصل رسالة إلى دول حوض النيل وفى مقدمتها إثيوبيا، والمجتمع الدولى، بأن مصر ليست ضد التنمية، وأنها على استعداد للتعاون والتنمية وإقامة مشروعات تنمية زراعية وصناعية وتجارية، بعيداً عن التوتر القائم الآن. الوطن