«مصر من أقل دول العالم تأثرا بالكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والجفاف والفيضانات والعواصف، خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث يتوفى شخص من كل عشرة ملايين مصرى سنويا نتيجة هذه الكوارث، بينما يصل المعدل العالمى إلى 137 شخصا لكل عشرة ملايين»، بحسب ما رصده تقرير حديث للبنك الدولى. وبينما كانت الخسائر المادية فى مصر لا تذكر «أقل من مليون دولار» خلال السنوات العشر الماضية، خسر العالم تريليونا و340 مليار دولار نتيجة هذه الكوارث، بحسب التقرير الذى جاء بعنوان «إدارة المخاطر من أجل التنمية»، ومن أهم هذه المخاطر الكوارث الطبيعية. وذكر التقرير أن الأوضاع فى مصر تحسنت مقارنة بالسنوات العشر السابقة 1993/ 2002، حيث كان يتوفى 10 مصريين لكل 10 ملايين مواطن، ليصل اجمالى الوفيات نتيجة الكوارث فى هذه الفترة إلى 669 مواطنا، بالإضافة لخسارة مادية بلغت وقتها 142 مليون دولار. هذا على عكس الوضع العالمى الذى شهد ارتفاعا كبيرا فى الخسائر فى الأرواح والأموال، حيث ارتفع عدد ضحايا الكوارث، من 241 الف شخص خلال 1993/ 2002 إلى 912 ألف شخص فى السنوات العشر الأخيرة، كما كانت الخسائر المادية فى حدود 656 مليار دولار فى نفس الفترة، وارتفعت بأكثر من الضعف إلى تريليون و340 مليون دولار فى السنوات العشر الأخيرة. وكانت جزيرة هاييتى الأكثر تضررا بمقتل 229 ألفا من مواطنيها العشرة ملايين، معظمهم نتيجة زلزال استمر لثلاثة ايام فى عام 2010، وخسرت الجزيرة الصغيرة 8.4 مليار دولار نتيجة هذه الكارثة، وهو ما مثل 13% من ناتجها الاجمالى خلال السنوات العشر الماضية، أو أكبر من كل ما أنتجه مواطنوها فى عام كامل. ودفعت الاقتصادات الثلاثة الكبرى فى العالم، الولاياتالمتحدة والصين واليابان، 71% من فاتورة كوارث العالم، رغم أنها تستحوذ على 40% فقط من الناتج العالمى، حيث اختصت الولاياتالمتحدة ب475 مليار دولار، وتكبدت اليابان 280 مليار دولار، ووصلت فاتورة الصين إلى 205 مليارات دولار، ولكن خسائر الأرواح بقيت منخفضة عن المعدل العالمى فى الصين والولاياتالمتحدة، على عكس اليابان التى تفقد 163 مواطنا من كل عشرة ملايين سنويا، حيث فقدت 20.8 الف مواطن فى الأعوام العشرة الماضية. ولكن هذه الخسائر بقيت غير مؤثرة فى الاقتصاديات الكبرى، على عكس الصغار، فبجانب هاييتى، تخسر نيوزيلندا 2% من ناتجها الإجمالى سنويا بسبب هذه الكوارث، وتخسر باكستان وتايلاند نسب مقاربة، ويخسر العالم 0.22% من ناتجه الإجمالى سنويا نتيجة الكوارث الطبيعية. كان هذا عن عقاب الطبيعة للبشر، أما عما كسبت يد البشر، فقد ذكر التقرير أن الإماراتيين والاستراليين والأمريكان والسعوديين هم اصحاب أكثر حصة من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، فتبلغ حصة المواطن الاماراتى 20.3 طن مترى من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون سنويا، مقابل 18.4 طن للمواطن الأسترالى، و17.3 طن للأمريكى، و16.2 طن للسعودى. هذا بينما أدت الكثافة السكانية وانخفاض التصنيع فى مصر إلى تخفيض حصة المواطن من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، حيث تبلغ حصة المواطن المصرى 2.8 طن فقط، وهى أقل من المتوسط العالمى، البالغ 4.7 طن. وترتبط هذه الانبعاثات بالدول المتقدمة، حيث تبلغ حصة المواطن فى الدول مرتفعة الدخل 11.2 طن مترى، مقابل 0.3 طن لمواطنى الدول ذات الدخل المنخفض. نقلا عن الشروق