حذرت الاممالمتحدة اليوم الجمعة من القيام بأي أعمال انتقامية ضد سكان سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي في حالة سقوطها في أيدي قوات الحكومة المؤقتة التي شنت اليوم الجمعة أكبر هجوم على المدينة حتى الآن. ويبدي المقاتلون الموالون للقذافي في سرت -وهي أحد معقلين رئيسيين متبقيين لمؤيدي الزعيم المخلوع- مقاومة عنيفة على مدار أسابيع حتى الان ضد قوات المجلس الوطني الانتقالي الحاكم. وقصفت قوات المجلس الوطني البلدة بقذائف الدبابات ونيران المدفعية اليوم في الوقت الذي تزايد فيه القلق بشأن المدنيين المحاصرين في الداخل ويعيشون في ظروف مروعة. وقال ايان مارتن مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليبيا لرويترز "لا شك في ان مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الذين شهدوا بأنفسهم انتهاكات شديدة لحقوق الانسان على يد قوات القذافي يقاتلون أشد هذه القوات. "من المهم للغاية ان ينتهي القتال بطريقة تحترم دعوات قادة المجلس الوطني الانتقالي للابتعاد عن الانتقام وتقديم المسؤولين عن جرائم حرب في الجانب الاخر إلى العدالة." وفر ألوف المدنيين من سرت مع اشتداد حدة القتال بين قوات المجلس الانتقالي المدعومة بطائرات حلف الاطلسي والمقاتلين الموالين للقذافي الذين يستخدمون القناصة والمدفعية والصواريخ. وينحي كل طرف باللائمة على الآخر في مقتل مدنيين في البلدة. وقال مارتن ان على المجلس الوطني الانتقالي ان يعمل على ضمان عدم سعي مقاتليه - الذين جاء اغلبهم من مصراتة التي تعرضت للقصف على مدى أشهر بعد انتفاضتها ضد القذافي - إلى الانتقام. وقال "ليس من السهل بالطبع كبح اشخاص شهدوا جرائم حرب ترتكب ضد أهلهم عن الميل إلى الانتقام ... ما آمله هو ان ينقلوا هذا قدر استطاعتهم إلى مقاتليهم على الارض." وذكر بعض من غادروا سرت انهم يأسفون للإطاحة بالقذافي. وحول القذافي البلدة من قرية صيد صغيرة إلى مدينة يقطنها 100 ألف نسمة كانت بمثابة عاصمة ثانية للبلاد خلال حكمه. واضاف مارتن ان نتيجة القتال ستظهر فرص المجلس الوطني الانتقالي بشأن التحول إلى دولة ديمقراطية ومن الممكن ان تعقد جهود المصالحة السياسية بعد نهاية القتال. وقال "هذه العملية تتوقف على كيفية انتهاء القتال وما يحدث بعد نهاية القتال. "نحن نعرب عن اهتمامنا بان ينتهي الموقف بطريقة ترسي أسسا للمصالحة الوطنية بدلا من ان تفاقم المشكلات التي ستواجهها الحكومة الجديدة."