تخوض قوات المجلس الانتقالي الليبي معارك شرسة في طريقها إلي وسط مدينة سرت، فيما شددوا حصارهم اليوم السبت علي مدينة بني وليد جنوب شرق العاصمة . وارتفعت أعمدة الدخان من سرت ، احد معاقل الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي ومسقط رأسه ، بعد ما شنت قوات المجلس هجوما بالدبابات وقذائف الهاون وخاضت معارك شوارع حتي وصلت إلي مركز واجادوجو للمؤتمرات الذي يتحصن داخله قوات القذافي. وقال أطباء ليبيون إن المعارك أسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة 190 آخرين حتي الآن فيما فر آلاف السكان من المدينة وبقي البعض الآخر. وتبادل طرفا القتال القصف بالصواريخ وقذائف الهاون خلال الهجوم الذي وصفته قوات المجلس الانتقالي ب" الهجوم الأخير والأوسع". وتدفقت قوات المجلس الانتقالي من مصراته في الغرب وبنغازي في الشرق للمشاركة في الهجوم علي سرت. وقد ركزت قوات المجلس قصفها علي مركز واجادوجو للمؤتمرات الذي يعتقد أن العديد من الموالين للقذافي قد تجمعوا بداخله. وواجهت هذه القوات مقاومة شرسة من قبل قوات القذافي التي استخدمت القذائف ونيران القناصة لوقف تدفق قوات المجلس. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن فيصل عسكر أحد المشاركين في الهجوم قوله " لقد دخلنا إلي مركز واغادوغو ولكن تراجعنا تحت نيران القناصة وقذائف ار بي جي التي استخدمتها قوات القذافي المتحصنة هناك". في غضون ذلك ، دعا ايان مارتن مبعوث الاممالمتحدة الخاص لليبيا طرفي القتال باحترام حقوق الإنسان كما دعا قوات المجلس الانتقالي بتجنب العمال الانتقامية. وقال مارتن " الثورة الليبية تقوم علي أساس مطلب حقوق الانسان والكرامة. أناشد الجميع احترام النداءات التي يوجهها 'المجلس الوطني الانتقالي' بانه يتعين عدم القيام باي اعمال انتقامية حتي ضد المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الخطيرة الذين ينبغي اعتقالهم لتقديمهم الي العدالة بموجب الاجراءات القانونية اللازمة". من جهة اخري ، شدد مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي حصارهم السبت علي مدينة بني وليد أحد آخر معاقل القذافي جنوب شرق العاصمة. وأفاد راديو "سوا" الأمريكي بأن المقاتلين أمهلوا أهالي المدينة يومين للسماح لهم بدخولها سلميا، لتفادي شن هجوم عسكري. وسيلتقي ممثلون عن الجانبين السبت بطلب من مقاتلي المجلس الانتقالي، لبحث إمكانية إنهاء الأزمة في المدينة التي تعاني أوضاعا إنسانية صعبة. وفي واشنطن ، قال مسؤول دفاعي أمريكي رفيع إن قادة عمليات حلف شمال الاطلسي في ليبيا يعتقدون أن القوات الموالية للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي علي وشك الهزيمة في سرت وهي خطوة ضرورية من أجل انهاء العمليات. وقدمت تقديرات قادة الحلف إلي وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الذي كان يزور قاعدة للبحرية الأمريكية في نابولي الايطالية يتخذها الاسطول السادس الأمريكي مقرا له. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن إسمه ان بانيتا تلقي تقارير عن وضع العمليات الجوية والبحرية التي تستهدف حماية المدنيين الليبيين من هجمات الموالين للقذافي. واضاف إن القادة ابلغوا بانيتا في جلسات مغلقة أن القذافي لم يعد يملك فعليا سيطرة أو قيادة علي الميلشيات التي تدعمه. وقال المسؤول إن الموالين للقذافي الذين يقاتلون في سرت آخر معاقل المقاومة الرئيسية ضد حكام ليبيا الجدد سيهزمون علي الارجح خلال ايام أو اسابيع. وهزيمة أنصار القذافي في سرت خطوة رئيسية لتحديد موعد انهاء حلف شمال الاطلسي لعملياته التي تتضمن حظر طيران وهجمات جوية علي القوات التي تهاجم المدنيين وحظرا بحريا للسلاح. وقال المسؤول الدفاعي "الجميع يدرك أن الوضع سيدخل مرحلة جديدة في المستقبل القريب". واضاف إن القادة اخبروا بانيتا ان قدرة المجلس الوطني الانتقالي علي توفير الأمن وعلي الحكم في تحسن لكنه ما زال بحاجة إلي اتخاذ خطوات اضافية لضمان قدرته علي توفير الامن علي المدي الطويل. وتابع إن هذا ربما يتطلب دعما خارجيا دون أن يوضح طبيعة هذا الدعم أو الدول التي قد توفر.