في أحد أكبر الهجمات حتي الان، شنت قوة تابعة للحكومة الانتقالية في ليبيا تضم نحو مائة شاحنة محملة بأسلحة مضادة للطائرات ومدافع رشاشة - هجوما علي جنوب مدينة سرت مسقط رأس العقيد المخلوع معمر القذافي امس، ضمن مساعيها للسيطرة علي هذه المدينة الاستراتيجية. وتقدمت قوات المجلس الانتقالي الي مسافة أقل من كيلومتر من قلب المدينة حيث يتمركز موالون للقذافي. جاء هذا بعد يوم من هجوم شنته القوات علي المدينة حيث أطلقت قذائف المدفعية الثقيلة علي آخر معقل كبير للموالين للقذافي. وتتعرض قوات المجلس الوطني الانتقالي لضغوط لتحقيق تقدم سريع في ميدان القتال لكن المقاومة الشرسة والنيران التي تطلقها القوات الموالية للقذافي منعتها من الاستيلاء علي المدينة علي مدي أسابيع. وستكون السيطرة علي البلدة الساحلية خطوة مهمة لحكام ليبيا الجدد وستجعلهم أقرب لبسط سيطرتهم الكاملة علي البلاد كلها بعد مرور ما يقرب من شهرين علي سيطرة مقاتليهم علي العاصمة طرابلس. وفر الاف المدنيين من المدينة مع اشتداد حدة القتال مخلفين وراءهم وضعا انسانيا يزداد سوءا، مما دفع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الي ارسال مساعدات الي نحو 47 الف شخص من النازحين. وتعد سرت الي جانب بلدة بني وليد الصحراوية من المعاقل الاخيرة التي ما زالت تخضع لسيطرة القوات الموالية للقذافي. وذكر راديو سوا الأمريكي ان مقاتلي المجلس الانتقالي أحكموا حصارهم علي مدينة "بني وليد" جنوب شرق العاصمة طرابلس. واضاف "سوا" في تقرير ان المقاتلين أمهلوا أهالي المدينة يومين للسماح لهم بدخولها سلميا، محذرين من هجوم عسكري وشيك.