نفت الحكومة ومصدر عسكري انباء وردت على لسان مسؤولين أمنيين محليين أفادا بأن سلاح الجو اليمني قصف بطريق الخطأ موقعا عسكريا في جنوب البلاد اليوم الاحد مما اسفر عن مقتل اكثر من عشرة جنود. وقال مسؤول امني محلي لرويترز هاتفيا من محافظة ابين "لسنا متأكدين من العدد بعد ولكن نحو 18 أو 20 جنديا قتلوا. قصفت الطائرة موقعا عسكريا صغيرا في أبين. كانت تستهدف مخبأ للقاعدة." إلا أن مصدرا بوزارة الدفاع نفى ما وصفه بالأنباء "العارية من الصحة التي تفيد بمقتل جنود يمنيين في قصف بطريق الخطأ نفذته طائرة يمنية". ويقاتل الجيش اليمني لاستعادة الأراضي التي استولى عليها مسلحون يشتبه بأنهم من مقاتلي القاعدة خلال الاضطرابات السياسية المستمرة منذ عدة اشهر والتي أضعفت سيطرة الحكومة المركزية على أجزاء من البلاد وخصوصا في أبين. وقال مصدر عسكري في المنطقة ان هناك بعض التشوش بشان ما حدث في عدة مواقع دار فيها قتال في ابين اليوم الاحد. وقال انه وقعت عدة غارات جوية وشنت القاعدة عدة هجمات مضيفا ان الجنود لم يقتلوا في قصف جوي بطريق الخطأ وإنما قتلوا في هجوم للمتشددين على موقع للجيش. و"حررت" القوات الحكومية زنجبار عاصمة أبين من المقاتلين الإسلاميين الشهر الماضي لكن ما زالت تقع اشتباكات هناك. وقال مسؤولون محليون إن تسعة جنود قتلوا في كمين نصبه متشددون للقوات الحكومية في شرق المدينة اليوم الاحد. واصيب 23 اخرون. وفي حادث منفصل في زنجبار ايضا قال مسؤولون محليون ومقيمون ان اربعة جنود اخرين قتلوا في معركة مع مسلحين وقتل 15 متشددا في غارات جوية اليوم الاحد. ويشهد اليمن احتجاجات شعبية مناهضة للرئيس علي عبد الله صالح بدأت في وقت سابق هذا العام وأدت إلى حالة شلل في البلاد تخشى القوى العالمية أن يكتسب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مزيدا من الجرأة بسببها فيهدد حركة الملاحة في خليج عدن والبحر الاحمر. ويتهم خصوم صالح الرئيس اليمني بالمبالغة في خطر تنظيم القاعدة بل وتشجيع التشدد لاخافة السعودية والولايات المتحدة وحملهما على دعمه. وعاد صالح الى البلاد أخيرا من السعودية حيث كان يعالج من جروح اصيب بها في محاولة لاغتياله في يونيو حزيران. وتزامنت عودته المفاجئة مع موجة من العنف وإراقة الدماء في العاصمة صنعاء شهدت مواجهة عسكرية بين القوات الموالية لصالح والمناهضة له بعد فترة هدوء استمرت شهرا. وأصبحت أعمال العنف متفرقة منذ عودة صالح لكن كثيرا من اليمنيين والمراقبين يخشون أن تنزلق البلاد في نهاية المطاف الى مواجهة أعنف إن لم يكن الى حرب أهلية. ووقعت اشتباكات مجددا في صنعاء اليوم وتحدث سكان عن إطلاق نيران قرب قاعدة اللواء علي محسن الذي انشق على صالح في مارس آذار وانضم للمحتجين الذين يدعون الى انهاء حكمه الممتد منذ 33 عاما. وقال سكان ان ثمة رجالا يحفرون خنادق امام القصر الرئاسي في العاصمة مما يثير المخاوف من وجود استعدادات للمزيد من القتال. وقال احد السكان "عادوا إلى حفر الخنادق ويبنون سواتر ترابية حول القصر الرئاسي... بدأ ذلك الليلة الماضية وما زالوا يحفرون اليوم."