بدأ العد التنازلى والشعب المصرى يحبس أنفاسه انتظاراً لما ستشهده تظاهرات 30 يونيو القادم فى ظل إستعداد قوى المعارضة للمشاركة فى التظاهرات التى دعت لها حركة "تمرد" بمختلف محافظات الجمهورية ، والتى تهدف إلى سحب الثقة من الرئيس "محمد مرسى". وعلى الجانب الآخر ، تستعد جماعة الإخوان المسلمين للدفاع عن قصر الإتحادية وبقاء الرئيس "مرسى" فى الحكم بأى ثمن حتى تنتهى فترة ولايته ، وترى التيارات الإسلامية ضرورة تأييده بدعوى أن الخروج عليه يعتبر خروجاً على الشرعية.
ويتبقى من الزمن أقل من أسبوعاً مابين حالة الاستنفار التى أعلنتها جماعة الإخوان المسلمين لتأمين مقراتها ، وحشد المعارضة للشعب المصرى بكافة فئاته وأطيافه للمشاركة فى تظاهرات 30 يونيه ، واستعداد وزارة الداخلية برفع حالة الطوارئ لحماية المنشآت الحيوية ومؤسسات الدولة.
وخلال هذه الفترة يرى المواطن البسيط أن الحياة فى مصر توقفت عن الدوران ، والجميع فى انتظار ماستؤول إليه الأوضاع ، وعلى سبيل المثال توقفت عجلة الانتاج فى الكثير من المصانع تحسباً لما ستسفر عنه الأحداث.
وفى محافظة الأقصر وعلى مدار الأسبوع الماضى تطورت الأحداث سريعاً بصورة غير طبيعية عقب صدور القرار الجمهورى بتعيين المهندس "عادل الخياط" عضو حزب البناء والتنمية والقيادى بالجماعة الإسلامية محافظاً للأقصر.
وفور صدور القرار ، انقلب حال المحافظة السياحية الهادئة وانتفض الأهالى يحافظون على مصدر رزقهم الأول وهو السياحة التى عانت كثيراً بعد الثورة ، ووجدنا مبنى ديوان عام المحافظة محاصراً بالآلاف من المتظاهرين الرافضين للمحافظ الجديد وقرروا منعه من دخول مكتبه ، وقطعوا طريق الكورنيش أمام عبور السيارات.
وعلى صعيد القطاع السياحى ، شهدت الإشغالات الفندقية حالة تراجع حادة وإلغاء العديد من الحجوزات فى الموسم الشتوى القادم ، وقامت عدد من الدول الأوروبية برفع الأقصر من برامج رحلاتها السياحية.
وقام المهندس "" الخياط ظهر يوم الأحد الماضى بتقديم استقالته فى مؤتمر صحفى ، ومن جانبهم ، أكد المتظاهرون أن الإستقالة كانت متوقعة ولكنها جاءت متأخرة وأعلنوا استمرار اعتصامهم حتى يوم 30 يونيه وسقوط الإخوان المسلمين ورحيل النظام بأكمله.
وفى هذا السياق ، رصدت "" بوابة الفجر بالأقصر الأسباب والدوافع التى ستجبر المواطنين والقوى السياسية على المشاركة فى احتجاجات 30 يونيه.
وبدأ "حسانى محمود" موظف ، حديثه قائلاً : هنزل يوم 30 يونيه لأن النظام الحاكم أثبت فشلاَ ذريعاً فى ادارة شئون الدولة ، وبدلاً من أن يحقق الاستقرار ، وجدناه ينزلق بالوطن إلى مخاطر ومشكلات لا حصر لها.
وأشار إلى أن كل مايحدث تسبب فى زيادة معدل العنف فى المجتمع المصرى بصورة لم نعهدها من قبل وانتشرت فى كل مكان ، وطرأت على المجتمع سلوكيات غريبة مثل التحرش الجنسى بالفتيات فى الشوارع وغيرها.
وعلق "فتحى إبراهيم" مهندس كهرباء ، قائلاً : مر عام على حكم الرئيس "مرسى" ولم نلحظ أية انجازات للنهوض بالدولة والتخلص من الفساد التى طالما تحدثوا عنه ، مشيراً إلىً ضياع هيبة الدولة فى ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين.
وترى "فاطمة عبد المجيد" ربة منزل ، أن كل مواطن من حقه أن يتظاهر بشكل سلمى ويعبر عن رأيه ، ومن حق المعارضة أن تجمع توقيعات من المواطنين ليكون لها مردود سياسى ، وفى النهاية تعكس الحملة رؤية سياسية تريد إبلاغها فى شكل رسالة شعبية إلى الرئيس مفادها عدم رضا الشعب على ادارة الرئيس للبلاد.
وتوقع "وليد الملوانى" موظف ، محاولة افشال التظاهرات من قبل مخططات وضعتها عناصر إرهابية ، مما يؤدى إلى انهيار الدولة وسيجعلنا ندور فى دائرة مغلقة ، مشيراً إلى أن الأوضاع السياسية والثقافية والإجتماعية بالبلاد تسير فى ترد مستمر.
واختتم حديثه بأنه يتمنى أن يبادر الدكتور "مرسى" بالنزول على رغبة الشعب المصرى والتحدث عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وتؤكد "رانيا عثمان" موظفة ، أن أغلب من انتخب "مرسى" وجماعة الإخوان المسلمين ندم على فعلته ندماً شديداً ، وإذا كانت هناك انتخابات حقيقية لن يحصلوا على أصوات الناخبين مرة أخرى ، ولذلك دخل الرعب قلوبهم وبدأوا التهديد بحروب دموية لمحاولة ارهاب المواطنين.
وحول موقفهم من التظاهرات ، قال "محمد عبد السلام" المتحدث الإعلامى بإسم حزب الحرية والعدالة بالأقصر ، أننا نؤكد على المبدأ الثابت أن المظاهرات السلمية والتعبير عن الرأى بطريقة لايستطيع أحد منعها مهما بلغت حدة لهجتها أو سقف مطالبها.
وأضاف أننا ندعو مؤسسات الدولة المعنية إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ضد أى محاولات للبلطجة والعنف واستغلال مناخ الحرية فى تصدير صورة سلبية عن الأوضاع فى مصر.
وأوضح "شعبان هريدى" أمين حزب الوفد السابق وعضو اللجنة العليا بالحزب بالأقصر ، أن الحزب سيقوم بحث المواطنين على المشاركة فى تظاهرات 30 يونيه عبر ميكروفونات محمولة على سيارات تطوف القرى والنجوع والمراكز.
وقال أن المشاركة فى التظاهرات هى تعبير عن رفضنا لما وصلنا إليه من انهيار وتراجع على مستوى كافة المجالات ، مؤكداً على ضرورة التزام السلمية والحفاظ على المنشآت الحيوية والممتلكات العامة والخاصة.
وقال "أسامة شمس الدين" نائب أمين حزب التجمع بالأقصر ، اننا لن نجد صعوبة فى حشد المواطنين للمشاركة فى الاحتجاجات فى ذلك اليوم ، خاصة أن مواطنى محافظة الأقصر وقعوا على 20 ألف استمارة "تمرد" لسحب الثقة من الرئيس "محمد مرسى" ، ومازاد الأوضاع سوءاً خلال الأيام الماضية الزوبعة التى أثارها قرار تعيين المهندس "الخياط" محافظاً.
وأضاف أن محافظة الأقصر تعانى من تدهور وانهيار فى القطاع السياحى منذ ثورة 25 يناير ولمدة عامين حتى الآن ، ونجد جميع المواطنين يشكون ومنهم سائق التاكسى الذى يقف فى الطابور بالساعات الطويلة حتى الصباح من أجل الحصول على الوقود ، وسائق الحنطور الذى أصبح لا يجد قوت يومه ولايعرف كيف يصرف على طعام الحيوان وغيرها من أوجه المعاناة اليومية.
ويؤكد أهالى الأقصر أن ساعة الزحف الي قصر الاتحادية ستدق يوم 30 يونيو بعد ان سقط حاجز الخوف ونشارك فى التظاهرات حتى نحصل على الحرية ، فالحرية لاتأتى دون مقابل بل تأتى مدرجة بدماء الشهداء ، ويحملوا الرئيس "مرسى" مسئولية حدوث حروب أهلية فى تظاهرات 30 يونيو.