مازالت أسرار حرب اكتوبر 1973 تنكشف يوما تلو الآخر؛ حيث كشفت وثائق ويكليكس التى نشرت أمس الاثنين “رسائل كيسنجر" بأيام الحرب وكذلك رسائل الخارجية الأمريكية. وتناولت هذه الوثائق الفترة ما بين 1973 وحتى 1976، ومن بين هذه الرسائل ما ورد في 4 أكتوبر من القاهرة لوزارة الخارجية الأمريكية بأنه أضحي معلوما لدي المجتمع الدبلوماسي في القاهرة بأن الجيش المصري في حالة استنفار، وأكد صحفي بالوكالة الفرنسية استنادا لمصادره الخاصة أن هناك اتجاه لتقليل عدد الجنود بالقوات المسلحة. وفي رسالة أخري بنفس اليوم بعثت للخارجية الأمريكية وسفارتها في إسرائيل أوضحت أن السادات في ظل هذا الاستنفار لجأ لتكثيف التدريبات؛ واقتنعت الخارجية بهذا كمبرر لرفع درجة التأهب والاستعداد بالقوات المسلحة المصرية. وفي يوم السادس من أكتوبر وصلت رسالة أخرى تؤكد على أنه حتى الثانية عشرا ظهرا تسير الحياة في القاهرة بطبيعتها ولا يوجد طلعات جوية مكثفة، أما في نفس اليوم فقد أرسلت برقية عاجلة تفيد بنشوب القتال في السويس والجولان دون معرفة صاحب الرصاصة الأولى. بعدها بساعات أرسلت السفارة الأمريكية في تل أبيب برقية للخارجية وللسفارة في القاهرة توضح أنه في تمام الثانية ظهرا إلا خمس دقائق بدأ هجوم جوي سوري بالتزامن مع هجوم بري مصري. كذلك في اليوم الثالث لإندلاع حرب 1973؛ أوضح فيها أن احتمال فوز اسرائيل في الحرب لا زال قائما، لكنه أشار إلى أن عدد الضحايا يزداد في صفوف الجيش الإسرائيلي وأن الحكومة تمتنع عن الكشف عن عدد الضحايا الحقيقي. وأكد السفير الأمريكي في رسالة أخرى له أن هزيمة الجيش المصري والسوري ليس ميزة؛ وأنه في حال الهزيمة فإن ذلك لن يشجع العرب على الجلوس بطاولة المفاوضات. ووضع السفير الأمريكي تصورا للخطوط العريضة بالسيناريو الإسرائيلي المحتمل وقوعه؛ وهو كالتالي أن اسرائيل ستعلن وقبل نهاية الحرب أن هدفها في 6 أكتوبر هو جر القوات المصرية والسورية لمواجهة وليس تدمير البلدين، أنها ستوقف الإشتباك في اللحظة المناسبة، أنها لا تنتوي احتلال أراضي جديدة، وستسعى إسرائيل نحو طريق السلام بعد انتهاء الحرب لتنسحب من الأراضي المحتلة عام 1967. وتنبأ السفير الأمريكي في رسالة بعثها قبل انتهاء حرب أكتوبر بيوم واحد ،23 أكتوبر 1973، أن هناك جنرال إسرائيلي سيكون بطل هذه الحرب هو “أرئيل شارون"
